للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقول، وأقررت عينك بها، لما أرى من شكرك ووجدك بي ونصيحتك لي. ثم إن أبا طالب دعا بني عبد المطلب فقال: لن تزالوا في ما سمعتم من محمَّد وما اتبعتم أمره، فاتبعوه وأعينوه ترشدوا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أتأمرهم بها وتدعها لنفسك؟!) فقال أبو طالب: أما لو أنك سألتني الكلمة وأنا صحيح لتابعتك على الذي تقول، ولكني أكره أن أجزع عند الموت فترى قريش أني أخذتها جزعًا، ورددتها في صحتي. (١)

[وفاة خديجة (رضي الله عنها)]

قال ابن إسحاق: ثم إن خديجة بنت خويلد وأبا طالب هلكا في عام واحد، فتتابعت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المصائب بهلك خديجة -وكانت له وزير صدق على الإِسلام يشكو إليها- وبهلك عمّه أبى طالب، وكان له عضدًا وحرزًا في أمره ومنعة وناصرًا على قومه، وذلك قبل مهاجره إلى المدينة بثلاث سنين. (٢)

روى بسنده عن هشام عن أبيه قال: توفيت خديجة قبل مخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة بثلاث سنين. (٣)

روى بسنده عن هشام بن عروة قال: توفيت. خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، وهي ابنة خمس وستين سنة. (٤)

عن جابر بن عبد الله أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن خديجة أنها ماتت قبل أن تنزل الفرائض والأحكام، قال: (أبصرتها على نهر من أنهار الجنة، في بيت من قصب لا لغو فيه ولا نصب). (٥)

قال: أخبرنا محمَّد بن عمر الأسلمي قال: توفي أبو طالب للنصف من شو في السنة


(١) ابن سعد ج ١/ ١٢٢.
(٢) ابن هشام ج ٢/ ٢٥.
(٣) البخاري ج ٥/ ٧١ كتاب المناقب باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة.
(٤) المستدرك ج ٣/ ١٨٢.
(٥) مجمع الزوائد ج ٩/ ٢٢٣.

<<  <   >  >>