[احتمال عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) للأذى في غربته]
روى بسنده عن القاسم قال: خرج عبد الله بن مسعود في رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى أرض الحبشة في البحر، وكان بها سوق يبيعون ويشترون، فانطلق عبد الله وحده وأخذ ما معه فقال له صاحب منزله: إني أراك تنطق وحدك، وإني أحذّرك رجلًا بلغ في شره لا يلقى غريبًا إلا ضربه أو قتله وأخذ ما معه. قال: ثم وصف لي صفة الرجل، فلما جئت السوق عرفته بالصفة، فجعلت أستخفي منه بالناس لا يأخذ طريقًا إلا أخذت غيره حتى بعت ما معي بدينارين، ثم إني غفلت غفلة فلم أشعر إلَّا وهو قائم على رأسي قد أخذ بيدي فجعل يسألني ما معك؟ قال: قلت له: أتجعل لي إنْ يخلّي سبيلي أعطك مع معي، قال: وكم معك؟ قلت: ديناران، قال: زدني، قلت: ما بعت إلا بهما، قال: زدني، قال: فبينما هو إذْ بصر به رجلان وهما على تلّ فانحطّا نحوه، فلما رآهما خلّى سبيلي وهرب، فجعلت أناديه هاك الدينارين، فقال: لا حاجة لي فيهما واتبعاه، ورجعت إلى أصحابي (١).
[أبو موسى الأشعري (رضي الله عنه) ينطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض الحبشة]
أخبرنا عبيد الله بن موسى أنا إسرائيل عن إسحاق عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي فبلغ ذلك قريشًا فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد وجمعوا للنجاشي هدية قال فقدمنا على النجاشي فأتوه بهديته فقبلها وسجدوا له ثم قال له عمرو بن العاص إن قومًا منا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك. فقال لهم النجاشي: في أرضي؟ قالوا: نعم، قال: فبعث إلينا فقال: لنا جعفر لا يتكلمن منكم أحد فأنا