للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نزول سورة {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} غيرت موقف المشركين من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من السِّلم إلى العداوة

روى البخاري بسنده عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد عن عبد الله رضي الله عنه قال: "أول سورة أنزلت فيها سجدة والنجم، قال فسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسجد من خلفه، إلا رجلا رأيته أخذ كفا من تراب فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قتل كافرًا، وهو أمية بن خلف". (١)

قال ابن إسحاق: فلما بادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومه بالإسلام، وصدع به كما أمره الله؛ لم يبعد منه قومه، ولم يردوا عليه -فيما بلغني- حتى ذكر آلهتهم وعابها، فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه، وأجمعوا خلافه وعداوته، إلا من عصم الله تعالى منهم بالإسلام، وهم قليل مستخفون. (٢)

روى بسنده عن الزهري قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام سرًا وجهرًا، فاستجاب لله من شاء من أحداث الرجال، وضعفاء الناس حتى كثر من آمن به، وكفار قريش غير منكرين لما يقول، فكان إذا مر عليهم في مجالسهم يشيرون إليه أن غلام بني عبد المطب، ليكلم من السماء، فكان ذلك حتى عاب آلهتهم التي يعبدونها دونه، وذكر هلاك آبائهم الذين ماتوا على الكفر، فشنفوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك وعادوه. (٣)

روى بسنده عن عروة، أنه كتب إلى عبد الملك بن مروان: أما بعد، فإنه -يعني

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما دعا قومه لما بعثه الله من الهدى والنور الذي أنزل عليه، لم يبعدوا منه أول ما دعاهم، وكادوا يسمعون له؛ حتى ذكر طواغيتهم، وقدم ناس من الطائف من قريش لهم أموال، أنكروا ذلك عليه، واشتدُّوا عليه، وكرهوا ما


(١) رواه البخاري الفتح ٤٨٦٣.
(٢) ابن سعد: ج ١/ ١٩٩.
(٣) الطبري: ج ٢/ ٣٢٨.

<<  <   >  >>