للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال له أصحابه: يا رسول الله، هذا بهمية لا يعقل يسجد لك، ونحن نعقل فنحن أحق أن نسجد لك.

قال - صلى الله عليه وسلم -: (لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها, لعظم حقه عليها ...) (١) الحديث

[ليس من شيء في الأرض ولا في السماء إلا ويعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم]

فعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من سفر، حتى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بن النجار، إذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه، قال: فذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فجاء حتى أتى الحائط، فدعا البعير، فجاء واضعًا مشفره إلى الأرض، حتى برك بين يديه، قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (هاتوا خطامًا) فخطمه، فدفعه إلى صاحبه، قال: ثم التفت إلى الناس فقال: (إنه ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول الله، إلا عاصي الجن والإنس" (٢).


(١) مسند أحمد (٣: ١٥٨) وكشف الستار (٣: ١٥١ - ١٥٢) وعشرة النساء (٢٢٥) ودلائل النبوة لأبي نعيم (٢: ٤٩١ - ٤٩٢) ومجمع الزوائد (٩: ٤) والترغيب والترهيب (٤: ١٢٣) والشمائل لابن كثير (٢٦٢ - ٢٦٣) والنظم المتناثر (١٣٨)، رواه أحمد والبزار برجال الصحيح غير حفص بن أخي أنس وهو ثقة، وروى البزار نحوه، ورورى النسائي آخره، وقال المنذري: إسناده جيد، رواته ثقات مشهورون أهـ. وقال ابن كثير: إسناد جيد, وصححه السيوطي في تخريج أحاديث الشفا والله أعلم.
(٢) رواه أحمد والدارميُّ وابن أبي شيبة والطبرانيُّ وعبد بن حميد والبزار، وأبو نعيم والبيهقيُّ والتيمي. -ثلاثتهم في، دلائل النبوة، والضياء المقدسي، من طرق عن الأجلح عن ذبال بن حرملة عن جابر -رضي الله عنه-.
ورواه أحمد والطبرانيُّ والبيهقيُّ وصححه -بلفظه- من حديث يعلي بن مرة -رضي الله عنه- ورجال أحمد رجال صحيح.
ورواه الطبراني برجال ثقات -وفي بعضهم ضعف- وأبو نعيم والبيهقيُّ والتيمي كلهم في الدلائل من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - بنحوه.
وقال البيهقي رحمه الله تعالى: هذه طرق جيدة متعددة تفيد غلبة الظن أو القطع ... أهـ.
والله تعالى أعلم، مسند أحمد (٣: ٣١٠).

<<  <   >  >>