للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حاجته تلك، فقلت: يا أبا عبد الله لو رأيت عمر آنفًا ورقته وحزنه علينا، قال: أفتطمعي في إسلامه، قلت: نعم، قال: فلا يسلم الذي رأيت حتى يسلم جمل الخطاب (١).

[خروج الصحابة رضوان الله عليهم إلى الحبشة]

حدثنا محمد بن يحيى الباهلي حدثنا يعقوب بن محمد ثنا عمرو بن سليمان بن أبي حثمة عن أبيه عن الشفاء بن عبد الله عن ليلى بنت أبي حثمة قالت: لما اجتمعوا على الخروج جاءنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقال: "إن مصعب بن عمير قد حبسته أمه وهو يريد الخروج الليلة إذا رقدوا" قال عامر بن ربيعة فنحن ننتظره ولا نغلق بابًا دونه فلما هدأت الرجل جاءنا مصعب بن عمير فبات عندنا وظلّ يومه حتى إذا كان الليل خرج متسللًا ووعدناه فلحقناه وأدركناه فاصطحبناه قال وهم يمشون على أقدامهم وأنا على بعير لنا وكان مصعب بن عمير رقيق البشر ليس بصاحب رجله ولقد رأيت رجليه يقطران دمًا من الرقة فرأيت عامر خلع حذاءه فأعطاه حتى انتهينا إلى السفينة فنجد سفينة قد حملت ذرة وفرغت ما فيها جاءت من مور فتكارينا إلى مور ثم تكارينا من مور إلى الحبشة. ولقد كنت أرى عامر بن ربيعة يرق على مصعب بن عمير رقة ما يرقها على ولده وما معه دينار ولا درهم وكان معنا خمسة عشر دينارًا (٢).

[عودة مهاجري الحبشة]

قال ابن إسحاق: وبلغ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الذين خرجوا إلى أرض الحبشة إسلام أهل مكة، فأقبلوا لما بلغهم من ذلك؛ حتى إذا دنوا


(١) ابن هشام ج ١/ ٣٤٣.
(٢) رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٦/ ٢٣٧ ج ٣٤٦٩.
قلت مور ميناء يمني يقع في نهاية مصب وادي مور على البحر الأحمر بجوار اللحية المرجع البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي ص ٢٥٧.

<<  <   >  >>