للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العاص بن وائل السهمي دين، فأتيته أتقاضاه- وفي رواية قال: فعملت للعاص بن وائل سيفًا، فجئته أتقاضاه فقال: لا أعطيك، حتى تكفر بمحمد، فقلت: والله لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث، قال: وإني لميت ثم مبعوث؟ قلت: بلى، قال: دعني حتى أموت وأبعث، فسأوتى مالًا وولدًا فأقضيك. فنزلت: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا (٧٨) كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا (٧٩) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْدًا} (١)

قال خباب بن الأرت: لم يكن أحد إلا أعطى ما سألوا، قوم عذبهم المشركون إلا خبابًا، كانوا يضجعونه على الرضف فلم يستعتبوا منه شيئا (٢)

عن أبي ليلى الكندي قال: جاء خباب بن الأرت إلى عمر، فقال: أدنه فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار بن ياسر. فجعل خباب يريه آثارًا في ظهره مما عذبه المشركون. (٣)

قال طارق بن شهاب: كان خباب بن الأرت من المهاجرين الأولين، وكان ممّن يعذب في الله. (٤)

[أول سيف سل في الإسلام]

روى البيهقي بسنده عروة عن أبيه قال: (أول من سل سيفه في الله الزبير نفخة نفخها الشيطان: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بأعلى مكة فسل الزبير سيفه ثم خرج يشق الناس حتى أتى النبي وهو بأعلى مكة قال ما لك يا زبير؟! قال: أخبرت أنك أخذت قال فصلى عليه ودعا له ولسيفه). (٥)

حدثا يعقوب بن حميد، والزبير بن أبي بكر، قالا: ثنا سليمان ابن حرب، عن حماد


(١) أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ.
(٢) رواه أبو نعيم في الحلية (١/ ١٤٤) وسنده صحيح.
(٣) رواه ابن سعد (٣/ ١٦٥) وحسن.
(٤) رواه أبو نعيم في الحلية (١/ ١٤٣) وسنده صحيح.
(٥) سنن البيهقي ج ٦/ ٣٦٧.

<<  <   >  >>