للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى رجل في المسجد فقال: (يا فلان) فقال: لبيك يا رسول الله قال: ولا ينازعه الكلام إلا قال: يا رسول الله فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أتشهد أني رسول الله؟) قال: لا، قال (أتقرأ التوراة؟) قال: نعم والإنجيل، قال: (والقرآن) قال: والذي نفسي بيده لو أشاء لقرأته، قال: ثم ناشده: (هل تجدني في التوراة والإنجيل؟) قال: أجد مثلك ومثل هيأتك ومثل مخرجك، وكنا نرجوا أن يكون منا فلما خرجت تحيرنا أن يكون أنت هو، فنظرنا فإذا ليس أنت هو، قال: (ولم ذاك؟) قال: إن معه من أمته سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ومعك نفر يسير، قال: (فوالذي نفسي بيده لأنا هو وإنهم لأمتي، وإنهم لأكثر من سبعين ألفا وسبعين ألفا). (١)

وعن عاصم بن عمر بن قتادة عن رجال من قومه، قالوا: إن مما دعانا إلى الإِسلام مع رحمة الله تعالى وهداه، لما كنا نسمع من رجال اليهود، كنا أهل شرك أصحاب أوثان، وكانوا أهل كتاب، عندهم علم ليس لنا، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور، فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهرن، قالوا لنا: إنه تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وإرم، فكنا كثيرًا ما نسمع ذلك منهم فلما بعث الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أجبناه حين دعانا إلى الله تعالى وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به فبادرناهم إليه فآمنا به وكفررا به ففينا وفيهم نزل هؤلاء الآيات من سورة البقرة {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}. (٢)

[خطبة اليهودي في بني عبد الأشهل قبل بعثه بيسير]

حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يعقوب قال حدثني أبي عن ابن إسحق قال حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن محمود بن لبيد أخي بني عبد الأشهل عن سلمة بن سلامة بن وقش وكان من أصحاب بدر قال: كان لنا جار من يهود في بني


(١) رواه الطبراني ورجاله ثقات من أحد الطريقين.
(٢) رواه ابن إسحاق باختصار ابن هشام مع الروض الأنف١/ ١٤١، ومن طريقه البيهقي وغيره، وسنده حسن ورجال قوم عاصم لا تضر جهالتهم عند أهل الحديث لأنهم صحابة.

<<  <   >  >>