للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى آله وصحبه وسلم: (نعم أنا أزعم ذلك، ولو قد كان ذلك اليوم يا أبت، لقد أخذت بيدك، حتى أعرفك حديثك اليوم)، فأسلم الحارث بعد ذلك، وحسن إسلامه، وكان يقول حين أسلم: لو قد أخذ ابني بيدي، فعرفني ما قال: لم يرسلني إن شاء الله حتى يدخلني الجنة. (١)

[قريش تطلب نزول ملك من السماء]

قال ابن إسحاق ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومه إلى الإسلام وكلمهم فأبلغ إليهم فقال زمعة بن الأسود والنضر بن الحارث والأسود بن عبد يغوث وأبي بن خلف والعاص بن وائل: لو جُعل معك يا محمد ملك يحدث عنك الناس ويرى معك! فأنزل الله تعالى في ذلك من قولهم {وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (٨) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ}. (٢)

الله سبحان وتعالى يُسرِّى عن رسوله ما يلاقيه من غيظ قريش

قال ابن إسحاق ومر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فيما بلغني بالوليد بن المغيرة وأميه بن خلف وبأبي جهل بن هشام فهمزوه واستهزؤا به فغاظه ذلك فأنزل الله تعالى عليه في ذلك من أمرهم قوله تعالى {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}. (٣)


(١) الروض الأنف ج ١/ ١٨٥.
(٢) سورة الأنعام آية رقم ٨ و ٩.
(٣) سورة الأنعام آية رقم ١٠.

<<  <   >  >>