للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مولد أول من ظاهر من زوجته في الإِسلام أوس بن الصامت بن قيس الخزرجي الأنصاري

شهد بدرًا والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمَّد بن أبي عبيدة ثنا أبي عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة بن الزبير قال: قالت عائشة: تبارك الذي وسع سمعه كل شيء إني لأسمع كلام خولة بنت ثعلبة ويخفى عليَّ بعضه وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهي تقول: يا رسول الله أكل شبابي. ونثرت له بطني حتى إذا كبرت سني وانقطع ولدي ظاهر مني، اللَّهم إني أشكو إليك، فما برحت حتى نزل جبريل بهؤلاء الآيات: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَي اللَّهِ} (١)

روي الإمام أحمد عن خولة بنت ثعلبة، قالت: فيَّ والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة قالت: كنت عنده، وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه، قالت: فدخل عليّ يوما فراجعته بشيء فغضب، فقال: أنت عليّ كظهر أمي؛ قالت: ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة، ثم دخل عليّ، فإذا هو يريدني عن نفسي، قالت: قلت: كلا والذي نفس خويلة بيده لا تخلص إليَّ وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه، قالت: فواثبني فامتنعت بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف، فألقيته عني، قالت: ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابًا، ثم خرجت حتى جئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه، قالت: فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يا خويلة ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه"، قالت: فوالله ما برحت، حتى نزل في قرآن، فتغشى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان يتغشاه، ثم سري عنه فقال لي: "يا خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرآنًا"، ثم قرأ على {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ


(١) رواه ابن ماجه (٢٠٦٣) وصححه الألباني.

<<  <   >  >>