للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول - صلى الله عليه وسلم - الذين أسلموا معه، فوثبت كل قبيلة على من فيهم من المسلمين، يعذبونهم، ويفتنونهم عن دينهم، ومنع الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - منهم بعمه أبى طالب. (١)

وقال: إنهم عدوا على من أسلم واتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أصحابه، فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين، فجعلوا يحبسونهم، ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش وبرمضاء مكة إذا اشتد الحر، من استضعفوا منهم يفتنونهم عن دينهم، فمنهم عن يفتتن من شدة البلاء الذي يصيبه، ومنهم من يصلب لهم ويعصمه الله منهم. (٢)

روى ابن سعد بسنده عن الزهري قال: لما كثر المسلمون وظهر الإيمان، وتحدث به، ثار ناس كثير من المشركين من كفار قريش، على من آمن من قبائلهم، فعذبوهم وسجنوهم وأرادوا فتنتهم عن دينهم. (٣)

[صور من تعذيب المسلمين وإيذائهم]

قال ابن إسحاق: وكان أبو جهل الفاسق الذي يغري بهم في رجال من قريش، إذا سمع بالرجل قد أسلم له شرف ومنعة أنبه وخزاه، وقال: تركت دين أبيك وهو خير منك لنسفهن حلمك، ولنفيلن رأيك، ولنضعن شرفك، وإن كان تاجرًا قال: والله لنكسدن تجارتك، ولنهلكن مالك، وإن كان ضعيفًا ضربه وأغرى به. (٤)

[تعذيب عثمان بن عفان (رضي الله عنه)]

روى ابن سعد بسنده عن محمد بن إبراهيم بن حارث التيمي قال: لما أسلم عثمان بن عفان أخذه عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطًا وقال: أترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث؟ والله لا أحلك أبدًا حتى تدع ما أنت عليه من هذا الدين، فقال


(١) ابن هشام ج١/ ٢٨١.
(٢) ابن هشام ج ١/ ٣٣٩.
(٣) ابن سعد ج ١/ ٢٠٣.
(٤) ابن هشام ج ١/ ٣٤٢.

<<  <   >  >>