للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: مر أبو جهل على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهو يصلي، فقال: ألم أنهك يا محمد؟ لتنتهين أو لأفعلن بك. قال: فانتهره النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأغلظ له، قال: بم تهددني يا محمَّد؟ فما في هذا الوادي -يعني وادي مكة- أكثر ناديًا مني. قال: فأنزل الله -عَزَّ وجَلَّ-: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: لو نادى لأخذته ملائكة العذاب مكانه. (١)

[[أبو جهل يؤذي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في ذي المجاز]]

وقال مسدد: ثنا أبو الأحوص حدثنا أشعث بن سليم بن أسود المحاربي. سمعت شيخًا من كنانة يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في سوق ذي المجاز وهو يقول: (أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا).

قال: وأبو جهل يمشي في أثره يسفي عليه التراب، وهو يقول: يا أيها الناس لا يغرنكم هذا عن دينكم إنما يريد أن تَدَعوا اللات والعزى. ووصف لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقال: رأيت عليه بردين أحمرين أبيض شديد سواد الرأس واللحية، مربوع، كأحسن الرجال وجهًا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. (٢)

[يشتمون مذممًا]

حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ألا تعجبون! كيف يصرف عني شتم قريش! كيف يلعنون مذممًا، ويشتمون مذممًا، وأنا محمَّد. (٣)


(١) رواه أحمد ١/ ٢٤٨، ٣٦٨،والبخاريُّ ٨/ ٧٢٤ كلاهما من طريق: الجزري عن عكرمة، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور ٦/ ٣٦٩ وزاد نسبتنه لعبد الرزاق في التفسير، وعبد ابن حميد، وابن مردويه، وابن المنذر، كلهم عن ابن عباس بنحوه.
(٢) رواه أحمد بن حنبل ٥/ ٣٧٦.
(٣) رواه البخاري ٦/ ٤٠٧ إسنادُهُ صحيحٌ.

<<  <   >  >>