للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال عبد الله بن مسعود: كنت غلامًا يافعًا أرعى غنمًا لعقبه بن أبي معيط بمكة، فأتى عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر، وقد فرا من المشركين فقالا: يا غلام. عندك لبن تسقينا؟ قلت: إني مؤتمن، ولست بساقيكما، فقالا: هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل بعد؟ قلت: نعم، فأتيتهما بها، فاعتقلها أبو بكر، وأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الضرع فدعا، فحفل الضرع، وأتاه أبو بكر بصخرة منقعرة، فحلب فيها ثم شرب هو وأبو بكر، ثم سقياني، ثم قال للضرع: اقلص، فقلص، فلما كان بعد أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: علمني من هذا القول الطيب- يعني القرآن. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنك غلام معلم، فأخذت من فيه سبعين سورة ما ينازعني فيها أحد. (١)

ظهور النجم ذي الذنب عام الجهر بالإِسلام على سماء الطائف

قال ابن إسحاق: وحدثني يعقوب ابن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أنه حدث أن أول العرب فزع للرمي بالنجوم -حين رمي بها- هذا الحي من ثقيف، وأنهم جاءوا إلى رجل منهم يقال له: عمرو بن أمية أحد بني علاج. قال: وكان أدهى العرب وأنكرها رأيًا- فقالوا له، يا عمرو: ألم تر ما حدث في السماء من القذف بهذه النجوم. قال: بلى فانظروا، فإن كانت معالم النجوم التي يهتدي بها في البر والبحر، وتعرف بها الأنواء من الصيف والشتاء لما يصلح الناس في معايشهم، هي التي يرمى بها، فهو والله طي الدنيا، وهلاك هذا الخلق الذي فيها، وإن كانت نجومًا غيرها، وهي ثابتة على حالها، فهذا لأمر أراد الله به هذا الخلق، فما هو؟ (٢)


* قلت كان هذا الحادث في العام الرابع للبعثه والتاسع قبل الهجرة.
(١) رواه البيهقي (٢/ ١٧١) وأبو داود الطيالسي (سيرة ابن كثير-١/ ٤٤٤) وسنده حسن.
* قلت هذا هو مذنب هالي والله أعلم وكان هذا في العام التاسع قبل الهجرة الرابع للبعثة النبوية.
(٢) سيرة ابن إسحاق ج١ ص ٢٣٣ تعليق عمر عبد السلام تدمري.

<<  <   >  >>