وذلك أنه كان فيهم أبو قيس بن الأسلت، وهو صيفي، وكان شاعرًا لهم وقائدًا، يستمعون منه ويطيعونه، فوقف بهم عن الإِسلام، فلم يزل على ذلك حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى المدينة، ومضى بدر وأحد والخندق، وقال فيما رأى من الإِسلام، وما اختلف الناس فيه من أمره:
أرب الناس أشياء ألمت ... يلف الصعب منها بالذلول
أرب الناس أما إذ ضللنا ... فيسرنا لمعروف السبيل
فلولا ربنا كنا يهودًا ... وما دين اليهود بذي شكول
ولولاربنا كنا نصارى ... مع الرهبان في جبل الجليل
ولكنا خلقنا إذ خلقنا ... حنيفًا ديننا عن كل جيل
نسوق الهدى ترسف مذعنات ... مكشفه المناكب في الجلول
كتاب الأنصار إلى رسول الله طالبين معلمًا
لما انصرف أهل العقبة الأولى الإثنا عشر، وفشا الإِسلام في دور الأنصار، أرسلت الأنصار رجلًا إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وكتبت إليه كتابًا:(ابعث إلينا رجلًا يفقهنا في الدين ويقرئنا القرآن).
فبعث إليهم رسول الله مصعب بن عمير. فكتب مصعب إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يستأذنه أن يجمِّع لهم.
[بعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم إلى المدينة يعلمان الأنصار القرآن]
عن البراء قال: أول من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مصعب بن عمير، وابن أم مكتوم، فجعلا يقرئاننا القرآن، ثم جاء عمار وبلال