للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[خروجه (صلى الله عليه وسلم) إلى التجارة بمال خديجة]

قال ابن إسحاق: وكانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة، ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها، وتضاربهم إيّاه، بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قومًا تجارًا، فلما بلغها عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ما بلغها: من صدق حديثه، وعظيم أمانته، وكرم أخلاقه، بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام تاجرًا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجّار، مع غلام لها يقال له: ميسرة، فقبله رسول الله- صلى الله عليه وسلم - منها، وخرج في مالها ذلك، وخرج معه غلامها ميسرة، حتى قدم الشام.

[حديثه (صلى الله وسلم) مع الراهب]

فنزل رسول الله- صلى الله عليه وسلم - في ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب من الرهبان. فاطلع الراهب إلى ميسرة، فقال له: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال له ميسرة: هذا رجل من قريش من أهل الحرم، فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلَّا نبي.

ثم باع رسول الله- صلى الله عليه وسلم - سلعته التي خرج بها، واشترى ما أراد أن يشتري، ثم أقبل قافلًا إلى مكة، ومع مَيْسَرة، فكان ميْسرة -فيما يزعمون- إذا كانت الهاجرة، واشتدّ الحَرّ، يرى مَلَكَين يُظِلّانه من الشمس- وهو يسير على بعيره فلما قدم مكة على خديجة بمالها، باعت ما جاء به، فأضعف أو قريبًا. وحدّثها ميسرة عن قول الراهب، وعما كان يرى من إظلال الملكين إياه. (١)

خروجه إلى سوقِ حُباشةَ

قال حكيم ابن حزام وقد رأيت رسول الله صلي عليه وآله وصحبه وسلم يحضرها واشتريت منها بزًا من بز تهامة. (٢)

وكان ممّن تاجر لهم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم خديجة بنت خويلد [استأجرته سفرتين إلى جرش كل سفرة بقلوص [وكانت امرأة ذات مال] (٣)


(١) ابن إسحاق للترمذي [١/ ٢١٣]
(٢) قال البكري حُباشه على وزن فُعالة سوق للعرب معروفة بناحية مكة وهي أكبر أسواق تهامة كانت تقوم ثمانية أيام في السنة وهي من صدر قنونا أرضها لبارق. معجم ما استعجم للبكري ج١ص٤١٨. قال عاتق بن غيث البلادي في كتاب بين مكة واليمن ص ٣٥٠ عن سوق حباشه أنّه يقع في وادي قنونا في المعقص.
(٣) أخرجه الحاكم ٣/ ١٨٢

<<  <   >  >>