للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨١) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٨٢) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (٨٣)}. (١)

[قريش تلعب بدينها وتسفه عقولها]

قال ابن إسحاق واعترض رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فيما بلغني وهو يطوف عند باب الكعبة الأسود بن المطلب، والوليد بن المغيرة، وأمية بن خلف، والعاص بن وائل، فقالوا يا محمَّد هلم فلنعبد ما تعبد وتعبد ما نعبد فنشترك نحن وأنت في الأمر فإن كان الذي تعبد خيرًا مما نعبد كنا قد أخذنا بحظنا منه وإن كان ما نعبد خيرًا مما تعبد كنت قد أخذت بحظك منه.

فأنزل الله فيهم: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (٢) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٣) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (٤) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦)}. (٢)

وعن ابن عباس أيضًا: إن قريشًا وعدوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن يعطوه مالًا، فيكون أغنى رجل بمكة، ويزوجوه ما أراد من النساء، ويطؤوا عقبه، فقالوا له: هذا لك عندنا يا محمَّد! وكف عن شتم آلهتنا، فلا تذكرها بسوء.

فإن لم تفعل، فإنا نعرض عليك خصلة واحدة، فهي لك ولنا فيها صلاح.

قال: (ما هي؟).

قالوا: تعبد آلهتنا سنة: اللات والعزى، ونعبد إلهك سنة. قال: (حتى أنظر ما يأتي من عند ربى). (٣)


(١) سورة يس.
(٢) سورة الكافرون.
(٣) أخرجه ابن جرير (٣٠/ ٣٣١)، وابن أبي حاتم، والطبرانيُّ، كما في (الدر) (٦/ ٤٠٤)، وإسناده حسن. [انتهى المستدرك].

<<  <   >  >>