بنت الحكيم: قلت لجدي: (ما رأيت قومًا كانوا أعجز رأيًا في أمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم منكم يا بني أمية. فقال: لا تلومينا يا بنية، فإني لا أحدثك إلا ما رأيت بعيني هاتين. قلنا: والله ما نزال نسمع صوت هذا الصابئ يعلو في مسجدنا، فتواعدنا له حتى نأخذه، فتواعدنا إليه، فلما رأيناه سمعنا صوتًا ظننا أنه ما بقي بتهامة جبل إلا تفتت علينا، فأعقلنا حتى قضى صلاته، ورجع إلى أهله، فتواعدنا ليلة أخرى، فلما جاء نهضنا إليه، فرأيت الصفا والمروة التقيا إحداهما بالأخرى، فحالتا بيننا وبينه، فوالله ما نفعنا ذلك. (١)
[المستهزئون برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم]
قال ابن إسحاق: فحدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، أو غيره من العلماء أن جبريل أتى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وهم يطوفون بالبيت، فقام وقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى جنبه، فمر به الأسود بن المطلب، فرمى في وجهه بورقة خضراء، فعمي. ومر به الأسود بن عبد يغوث، فأشار إلى بطنه، فاستسقى بطنه، فمات منه حبنا. ومر به الوليد بن المغيرة، فأشار إلى أثر جرح بأسفل كعب رجله، كان أصابه قبل ذلك بسنين، وهو يجر سبله، وذلك أنه مر برجل من خزاعة وهو يريش نبلًا له، فتعلق سهم من نبله بإزاره، فخدش في رجله ذلك الخدش، وليس بشيء فانتقض به فقتله. ومر به العاص بن وائل، فأشار إلى أخمص رجله، وخرج على حمار له يريد الطائف، فربض به على شبارقة، فدخلت في أخمص رجله شوكة فقتلته. ومر به الحارث بن الطلاطلة، فأشار إلى رأسه فامتخض قيحًا، فقتله.
(١) قال الحافظ ابن كثير في جامع المسانيد حديثٌ حسنٌ.