للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تغفلي عن ابني فإني وجدته مع غلمان قريبًا من السدرة (١)، وإن أهل الكتاب يزعمون أن ابني هذا نبي هذه الأمة، وكان عبد المطلب لا يأكل طعامًا إلا قال: عليَّ بابني، فيؤتى به إليه، فلما حضرت عبد المطلب الوفاة أوصى أبا طالب بحفظ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وحياطته.

قال: ومات عبد المطلب فدفن بالحجون، وهو يومئذ ابن اثنتين وثمانين سنة، ويقال ابن مائة وعشر سنين، وسئل رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: أتذكر موت عبد المطلب؟ قال: نعم أنا يومئذٍ ابن ثماني سنين؛ قالت أم أيمن: رأيت رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، يومئذٍ يبكي خلف سرير عبد المطلب (٢).

[اعتماد جده عليه في حوائجه لبركته ونجاح فعاله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم]

عن العباس ابن عبد الرحمن -هو الهاشمي- عن كندير ابن سعيد، عن أبيه، قال: حججت في الجاهلية فرأيت رجلًا يطوف بالبيت وهو يرتجز ويقول:

رب رد إلي راكبي محمدًا ... يا رب رده واصطنع عندي يدًا

قال: قلت: من هذا؟ قالوا: هذا عبد المطلب بن هاشم بعث بابن له في طلب إبل له ولم يبعثه في حاجة قط إلا نجح فيها، وقد أبطأ عليه. قال: فلم يلبث حتى جاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، والإبل فاعتنقه عبد المطلب، وقال:

يا بني، لقد جزعت عليك جزعًا لم أجزعه على شيء قط، والله لا بعثتك في حاجة أبدا، ولا تفارقني بعد هذا أبدا.

حدثنا خارجة، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن معاوية بن حيده، قال: خرج حيده بن معاوية في الجاهلية معتمرًا، فإذا بشيخٍ عليه ممصرتان، وهو يطوف بالبيت وهو يقول:


(١) قال الفاكهي (تحقيق عبد المك بن دهيش سدره خالد بن عبد الله بن أسيد هي صدر وادي مكة ومن شقها واد يقال له الأفيعية ويسكب فيه أيضًا شعب علي بمني وشعب عمارة (٤/ ١٧٠) أخبار مكة للفاكهي قال عبد الملك بن دهيش سدره خالد أسفلها يسمى اليوم بـ (العدل) وأعلاها المنطقة الموازية لحي الغسالة.
(٢) ابن سعد ١/ ١١٨

<<  <   >  >>