للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السفار يقدمون عليكم، فإن محمدًا لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم، فإن رأوا مثل الذي رأيتم فهو حق، فقدموا، فسألوهم، فقالوا قد رأينا قد انشق (١).

[انشقاق القمر لسؤال أهل مكة]

روى الإمام البغوي بسنده عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم القمر شقتين حتى رأوا حراء بينهما".

[إسلام حمزة وعمر في السنة التاسعة من البعثة]

ولما اجتمع أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وكانوا ثمانية وثلاثين رجلا، ألح أبو بكر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الظهور، فقال: "يا أبا بكر، إنا قليل"، فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتفرق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيبًا (٢) ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس، فكان أول خطيب دعا إلى الله وإلى رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين؛ فضربوا في نواحي المسجد ضربًا شديد، ووطئ أبو بكر وضرب ضربًا شديدًا، ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة، فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويحرفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي بكر، حتى ما يعرف وجهه من أنفه، وجاء بنو تيم يتعادون، فأجلت المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله ولا يشكون في موته ثم رجعت بنو تيم، فدخلوا المسجد، وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة، فرجعوا إلى أبي بكر، فجعل أبو قحافة وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلم أخر النهار، فقال: ما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه، ثم قاموا، وقالوا لأمه أم الخير: انظري أن تطعميه شيئًا، أو تسقيه إياه، فلما دخلت به ألحت عليه؟ وجعل يقول: ما فعل رسول


(١) رواه أبو داود الطيالسي في مسنده ج ٢/ ١٢٣.
(٢) نزل أبو بكر المسجد يوم الاثنين ١/ ٦/ ٤ ق. هـ.

<<  <   >  >>