للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مولد من كان منزلته الفردوس الأعلى حارثة بن سراقه بن الحارث النجاري الخزرجي الأنصاري]

شهد بدر مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأمه الرُبيّع بنت النضر عمه أنس بن مالك قتله حِبان بن العَرِقه ببدر شهيدًا رماه بسهم وهو يشرب من الحوض فأصاب حنجرته فقتله وكان خرج نظارًا (١) وهو غلام ولم يعقب (٢).

حدثني عبد الله بن محمَّد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن حميد قال سمعت أنساً -رضي الله عنه- يقول: "أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقالت: يا رسول الله قد عرفت منزلة حارثة مني فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب وإن تكن الأخرى ترى ما أصنع فقال: ويحك -أوهبلت- أوجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة وإنه في جنة الفردوس". (٣)

عن عبادة بن الصامت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين الأرض والسماء والفردوس أعلاها درجة ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة ومن فوقها يكون العرش فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس. (٤)

وهي التي أكرمها الله سبحانه وتعالى بعدم القصاص منها روى الإمام البخاري عن أنس بن مالك يحدث عن عمه أنس بن النضر قال: "إن أخته -وهي تسمى الرُبيّع- كسرت ثنية (٥) امرأة فأمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالقصاص فقال أنس: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فرضوا بالأرش (٦) وتركوا


(١) نظارًا: هم الذين يشاهدون القتال على مرتفع من الأرض ولا يشاركون الناس.
(٢) يعقب: أي لم يكن له نسل.
(٣) رواه البخاري [٣٩٨٢].
(٤) رواه الترمذيُّ ٢٥٣٠ وصححه الألباني.
(٥) الثنية: إحدى أربع أسنان في وسط مقدم الفم.
(٦) الأرش: تعويض عن الجرح والكسر نقودًا.

<<  <   >  >>