للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى بسنده عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت فذكر الحديث وفيه قال: فقال أسعد بن زرارة: يا رسول الله، اشترط علي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تبايعوني على أن تشهدوا ألا إله إلا الله وأني رسول الله، وتقيموا الصلاة، وتؤتوا الزكاة، والسمع والطاعة، ولا تنازعوا الأمر أهله، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم" قالوا: نعم، قال قائل من الأنصار: نعم، هذا لك يا رسول الله فما لنا؟ قال: "الجنة والنصر" (١)

روى بسنده عن عروة عن الزبير فذكر الحديث وفيه قال: ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب، فلما حدثهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذي خصه الله -عَزَّ وجَلَّ- به من النبوة والكرامة، ودعاهم إلى الإِسلام وإلى أن يبايعوه ويمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأموالهم، أجابوا وصدقوا، وقالوا: اشترط لربك ولنفسك ما شئت، قال: "أشترط لربى أن لا تشركوا به شيئًا، وأن تعبدوه، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم"، فلما طابت أنفسهم بذلك الشرط، اشترط له العباس وأخذ عليهم المواثيق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وعظم الذي بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم. (٢)

[رجال من الأنصار يشدون العقد للنبي (صلى الله عليه وسلم)]

[مقالة أسعد بن زرارة (رضي الله عنه)]

روى بسنده عن جابر بن عبد الله فذكر الحديث وفيه قال: فأخذ بيده أسعد بن زرارة، وهو أصغر السبعين، فقال: رويدًا يا أهل يثرب، إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله، إن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة، وقتل خياركم، وأن تعضكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على السيوف إذا مستكم وعلى قتل خياركم، وعلى مفارقة العرب كافة، فخذوه وأجركم على الله، -عَزَّ وجَلَّ-، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه، فهو أعذر عند الله، قالوا: يا أسعد بن زرارة أمط عنا يدك، فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها. (٣)


(١) ج ٣/ ٦٠٩.
(٢) دلائل أبي نعيم: ج ١/ ٤٠٩.
(٣) مسند الإمام أحمد: ج ٣/ ٣٤٠.

<<  <   >  >>