للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في صبحها النفر الآخر أن يوافيهم أسفل العقبة حيث المسجد اليوم، وأمرهم أن لا ينبهوا نائما ولا ينتظروا غائبا. (١)

روى بسنده عن جابر بن عبد الله فذكر الحديث وفيه قال: فقال عمه العباس: يا ابن أخي إني لا أدري ما هؤلاء القوم الذين جاؤوك، إني ذو معرفة بأهل يثرب، فاجتمعنا عنده من رجل ورجلين، فلما نظر العباس -رضي الله عنه- في وجوهنا قال: هؤلاء قوم لا أعرفهم، هؤلاء أحداث. (٢)

روى بسنده عن عامر قال: انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - ومعه العباس عمه إلى السبعين من الأنصار عند العقبة تحت الشجرة، فقال: "ليتكلم متكلمكم، ولا يطيل الخطبة فإن عليكم من المشركين عينا، وإن يعلموا بكم يفضحوكم"، فقال قائلهم، وهو أبو أمامة: سل يا محمَّد لربك ما شئت ثم سل لنفسك ولأصحابك ما شئت، ثم أخبرنا ما لنا من الثواب على الله -عَزَّ وجَلَّ- وعليكم إذا فعلنا ذلك، قال: فقال: "أسألكم لربى، -عَزَّ وجَلَّ-، أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأسألكم لنفسي وأصحابي أن تؤونا وتنصرونا وممنعونا مما منعتم منه أنفسكم"، قالوا: فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال: "لكم الجنة"، قالوا: فلك ذلك. (٣)

روى بسنده عن سفيان بن أبي العوجاء قال: حدثني من حضرهم تلك الليلة، والعباس ابن عبد المطلب آخذ بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: يا معشر الأنصار أخفوا جرسكم فإن علينا عيونا، وقدموا ذوى أسنانكم فيكونون الذين يلون كلامنا منكم فإنا نخاف قومكم عليكم، ثم إذا بايعتم فتفرقوا إلى محالكم واكتموا أمركم فإن طويتم هنا الأمر حتى ينصدع هذا الموسم فأنتم الرجال وأنتم لما بعد اليوم، فقال البراء بن معرور: يا أبا الفضل اسمع منا، فسكت العباس فقال البراء: لك والله عندنا كتمان ما تحب أن نكتم، وإظهار ما تحب أن تظهر، وبذل مهج أنفسنا، ورضا ربنا عنا، إنا أهل حلقة وافرة، وأهل منعة وعز، وقد كنا على ما كنا عليه من عبادة حجر ونحن كذا، فكيف بنا اليوم حين بصرنا الله ما أعمى على غيرنا، وأيدنا بمحمد - صلى الله عليه وسلم -؟ ابسط يدك. (٤)


(١) ابن سعد ج ٤/ ٧.
(٢) مسند الإمام أحمد: ج ٣/ ٣٣٩.
(٣) مسند الإمام أحمد: ج ٤/ ١١٩.
(٤) ج ٤/ ٨.

<<  <   >  >>