[عصمة الله له من دنس الجاهلية صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم]
روي الحاكم بسنده عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم -يقول:"ما هممت بما كان أهل الجاهلية يهمّون به إلَّا مرّتين من الدهر، كلاهما يعصمني الله تعالي منهما، قلت ليلة لفتىً كان معي من قريش، في أعلي مكة في أغنام لأهلها ترعى، أبصر لي غنمي حتى أسمر هذه الليلة. بمكة كما تسمُرُ الفتيان، قال: نعم، فخرجت فلمّا جئت أدني دارٍ من مكة سمعت غُنا وصوت دفوف وزمر، فقلت: ما هذا؟ قالوا فلانٌ تزوّج فلانةً لرجلٍ من قريش تزّوج امرأةً، فلهوت بذلك الغنا والصوت حتى غلبتني عيني فنمت فما أيقظني إلا مسُّ الشمس، فرجعت فسمعت مثل ذلك، فقيل لي مثل ما قيل لي، فلهوت بما سمعت وغلبتني عيني فما أيقظني إلا مسُّ الشمس، ثم رجعت إلى صاحبي، فقال: ما فعلت؟ فقلت: ما فعلت شيئًا. قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "فوالله ما هممت بعدها أبدًا بسوءٍ مما يعمل أهل الجاهلية حتى أكرمني الله تعالي بنبوته" (١).