[بعض من أهل الكتاب يريدون بمحمد (صلى الله عليه وسلم) الشر]
فخرج به عمه أبو طالب سريعًا حتى أقدمه مكة حين فرغ من تجارته بالشام، فزعموا فيما روى الناس: أن زريرًا وتمامًا ودريسًا -وهم نفر من أهل الكتاب- قد كانوا رأوا من رسول الله- صلى الله عليه وسلم - مثل ما رآه بحيرى في ذلك السفر الذي كان فيه مع عمه أبي طالب، فأرادوه، فردهم عنه بحيرى، وذكرهم الله وما يجدون في الكتاب من ذكره وصفته، وأنهم إن أجمعوا لما أرادوا به لم يخلصوا إليه، ولم يزل بهم. حتى عرفوا ما قال لهم، وصدقوه بما قال، فتركوه وانصرفوا عنه (١).
محمَّد (صلى الله عليه وسلم) يشب على مكارم الأخلاق
فشب رسول الله - صلي اله عليه وسلم - والله تعالي يكلؤه ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية، لما يريد به من كرامته ورسالته، حتى بلغ أن كان رجلاً أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خلقًا، وأكرمهم حسبًا، وأحسنهم جوارًا، وأعظمهم حلمًا، وأصدقهم حديثًا، وأعظمهم أمانة وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال تنزهًا وتكرمًا حتى ما أسمه في قومه إلا الأمين لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة.