للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل عن قيس قال: اشترى أبو بكر -يعني بلالا- بخمسة أواقي وهو مدفون بالحجارة، قالوا: لو أبيت إلا أوقية لبعنا له، فقال: لو أبيتم إلا مائة أوقية لأخذته. (١)

[تعذيب بلال بن رباح في بطن مكة]

روى الإمام أحمد بسنده عن عبد الله قال: أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد. فأما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذتهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد، وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا، إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه فأعطوه الولدان، وأخذوا يطوفون به شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد. (٢)

[عتقاء أبي بكر (رضي الله عنه)]

قال ابن إسحاق بعد أن ذكر تعذيب بلال وإعتاق أبي بكر، -رضي الله عنه-، له: ثم أعتق معه على الإسلام قبل أن يهاجر إلى المدينة ست رقاب، بلال سابعهم: عامر بن فهيرة، شهد بدرًا وأحدًا وقتل يوم بئر معونة شهيدا، وأم عبيس وزنيرة، أصيب بصرها حين أعتقها، فقالت قريش: ما أذهب بصرها إلا اللات والعزى، فقالت: كذبوا وبيت الله، ما تضر اللات والعزى، وما تنفعان، فرد الله بصرها. وأعتق النهدية وبنتها، وكانتا لامرأة من بني عبد الدار، فمر بهما وقد بعثتهما سيدتهما بطحين لها وهي تقول: والله لا أعتقكما أبدا، فقال أبو بكر -رضي الله عنه-: حل يا أم فلان، فقالت: حل أنت أفسدتهما فأعتقهما، قال: فبكم هما؟ قالت: بكذا وكذا، قال: قد أخذتهما وهما حرتان، أرجعا إليها طحينها، قالتا: أو نفرغ منه يا أبا بكر ثم نرده إليها؟ قال: ذلك إن شئتما. (٣)


(١) رواه ابن عبد البر في الاستيعاب وسنده قوي.
(٢) مسند أحمد ج ١/ ٤٠٤.
(٣) ابن هشام: ج ١/ ٣٤٠.

<<  <   >  >>