للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[صفته (صلى الله عليه وسلم) في صحف إبراهيم (عليه السلام)]

روى ابن سعد بسنده عن الشعبي قال: في مجلة إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -: إنه كائن من ولدك شعوب وشعوب حتى يأتي النبي الأمي الذي يكون خاتم الأنبياء. (١)

وروى بسنده عن ابن عباس قال: لما أمر إبراهيم بإخراج هاجر حمل على البراق، فكان لا يمر بأرض عذبه سهلة إلا قال: أنزل ها هنا يا جبريل. فيقول: لا، حتى أتى مكة فقال جبريل: انزل يا إبراهيم، قال حيث لا ضرع ولا زرع؟ قال: نعم ها هنا يخرج النبي الذي من ذرية ابنك الذي تتم به الكلمة العليا.

وروى بسنده عن محمد بن كعب القرظي قال: لما خرجت هاجر بابنها إسماعيل تلقاها متلق فقال: يا هاجر إن ابنك أبو شعوب كثيرة، ومن شعبه النبي الأمي ساكن الحرم. (٢)

ذكر وهب بن منبه في قصة داود النبي - صلى الله عليه وسلم - وما أوحي إليه في الزبور: يا داود، إنه سيأتي من بعدك نبي يسمى: أحمد ومحمدًا، صادقًا سيدًا، لا أغضب عليه أبدًا، ولا يغضبني أبدًا، وقد غفرت له قبل أن يعصيني ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأمته مرحومة، أعطيتهم من النوافل مثل ما أعطيت الأنبياء، وافترضت عليهم الفرائض التي افترضت على الأنبياء والرسل، حتى يأتوني يوم القيامة نورهم مثل نور الأنبياء، وذلك أني افترضت عليهم أن يتطهروا لي لكل صلاة، كما افترضت على الأنبياء قبلهم، وأمرتهم بالغسل من الجنابة كما أمرت الأنبياء قبلهم. وأمرتهم بالحج كما أمرت الأنبياء قبلهم، وأمرتهم بالجهاد كما أمرت الرسل قبلهم. يا داود، فإني فضلت محمدًا وأمته على الأمم كلها: أعطيتهم ست خصال لم أعطها غيرهم من الأمم: لا أؤاخذهم بالخطأ والنسيان، وكل ذنب ركبوه على غير عمد إذا استغفروني منه غفرته لهم، وما قدموا لآخرتهم من شيء طيبة به أنفسهم عجلته لهم أضعافًا مضاعفة، ولهم في المدخور عندي أضعافًا مضاعفةً وأفضل من ذلك، وأعطيتهم على المصائب في البلايا إذا صبروا وقالوا:


(١) ابن سعد: ج ١/ ١٦٣
(٢) ابن سعد: ج ١/ ١٦٤

<<  <   >  >>