القوم أنتم لنبيكم). ثم انصرف إلى بيته، وتبعناه خلفه، حتى إذا انتهى إلى باب بيته وقف على السدة، ثم أقبل علينا بوجهه، وقال:(أبشروا، فإن الله مظهر دينه، ومتم كلمته، وناصر نبيه، إن هؤلاء الذين ترون ممّن يذبح الله بأيديكم عاجلًا). ثم انصرفنا إلى بيوتنا، فوالله لقد رأيتهم قد ذبحهم الله بأيدينا. (١)
[أذى قريش لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بعد وفاة عمه]
قال ابن إسحاق: فحدثني هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، قال: لما نثر ذلك السفيه على رأس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ذلك التراب، دخل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بيته والتراب على رأسه، فقامت إليه إحدى بناته، فجعلت تغسل عنه التراب وهي تبكي، ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول لها: لا تبكي يا بنية، فإن الله مانع أباك. قال: ويقول بين ذلك: (ما نالت من قريش شيئًا أكرهه، حتى مات أبو طالب).