للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ما قيل من الشعر في هجرة الحبشة]

شعر عبد الله بن الحارث في هجرة الحبشة: وكان مما قيل من الشعر في الحبشة أنّ عبد الله بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم، حين أمنوا بأرض الحبشة، وحمدوا جوار النجاشي، وعبدوا الله لا يخافون على ذلك أحدًا، وقد أحسن النجاشي جوارهم حين نزلوا به، قال:

يا راكبًا بلّغنْ عنّي مغلغلةً (١) ... من كان يرجو بلاغ الله والدّين

كلّ امرئٍ من عباد الله مضطّهدٍ ... ببطن مكة مقهورٍ ومفتون

أنّا وجدنا بلاد الله واسعة ... تُنجي من الذُّلّ والمخزاة والهُون

فلا تقيموا على ذُل الحياة وخزْ ... يٍ في الممات وعيبٍ غير مأمون

إنّا تبعنا رسول (٢) الله واطرحوا ... قول النبي وعالوا (٣) في الموازين

فاجعل عذابك في القوم الذين بغوا ... وعائذ (٤) بك أن يغلوا (٥) فيطغوني (٦)

وقال عبد الله بن الحارث أيضًا يذكر نفي قريش إياهم من بلادهم، ويعاتب بعض قومه في ذلك:

أبت كبدي, لا أكذبنك، قتالهم ... على وتأباه عليّ أناملي

وكيف قتالي معشرًا أدّبوكم (٧) ... على الحق أن لا تأشبوه (٨) بباطل

نفتهم عباد الجن (٩) من حر أرضهم ... فأضحوا على أمرٍ شديد (١٠) البلابل (١١)


(١) المغلغلة: الرسالة، السيرة لابن إسحاق تحقيق التدمري ج ١/ ٣٥٧.
(٢) وفي رواية "نبي".
(٣) عالوا: خانوا.
(٤) وفي رواية "وعائذًا".
(٥) وفي رواية "يعلوا" بالمهملة.
(٦) الأبيات في تاريخ الإسلام (السيرة) ١٨٥، والسيرة والمغازي ٢٢١.
(٧) في السير والمغازي "معشر يأدبونهم".
(٨) تأشبوه.: تخلطوه. وفي السير "يأشبوه".
(٩) في السير: "نفيتم عباد الله".
(١٠) في السير "كثير".
(١١) البلابل: وساوس الأحزان.

<<  <   >  >>