للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عظم وسطع حتى ارتفع فأضاء لي أول ما أضاء البيت، ثم عظم الضوء حتى ما بقي من سهل ولا جبل إلا وأنا أراه، ثم سطع في السماء، ثم انحدر حتى أضاء لي نخل يثرب فيها البسر، وسمعت قائلا يقول في الضوء: سبحانه سبحانه تمت الكلمة وهلك ابن مارد بهضبة الحصى بين أذْرُحَ والأكمة، سعدت هذه الأمة، جاء نبي الأميين، وبلغ الكتاب أجله، كذبته هذه القرية، تعذب مرتين، تتوب في الثالثة، ثلاث بقيت، ثنتان بالمشرق وواحدة بالمغرب (١)، فقصها خالد بن سعيد على أخيه عمرو بن سعيد، فقال: لقد رأيت عجبًا وإني لأرى هذا أمرًا يكون في بني عبد المطلب إذ رأيت النور خرج من زمزم. (٢)

روى الحاكم بسنده عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال كان إسلام خالد قديمًا وكان أول أخوته أسلم قبل وكان بدؤ إسلامه أنه رأى في النوم أنه وقف به على شفير النار كأن أباه يدفعه منها ويرى أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم آخذ بحقويه لا يقع ففزع من نومه فقال أحلف بالله أن هذه لرؤيا حق فلقي أبا بكر ابن أبي قحافة فذكر ذلك له فقال أبو بكر أريد بك خيرًا هذا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فاتبعه فإنك ستتبعه وتدخل معه في الإسلام والإسلام يحجزك أن تدخل فيها وأبوك واقع فيها فلقي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهو بأجياد فقال يا محمد إلى ما تدعو فقال أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله وتخلع ما كنت عليه من عبادة حجر لا يضر ولا ينفع "ولا يدرى من عبده ممّن لم يعبده قال: خالد فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) فعلم أبوه بإسلامه وأرسل في طلبه من بقي من ولده ممّن لم يسلم ورافعًا مولاه فوجدوه فأتوا به أباه أبا أحيحة فأنبه وبكته وضربه بصريمة في يده حتى كسرها على رأسه ثم قال اتبعت محمدًا وأنت ترى خلاف قومه وما جاء به من عيب آلهتهم وعيبه من مضى من آبائهم فقال خالد قد صدق والله واتبعته فغضب أبوه


(١) ثنتان بالمشرق خروج الدجال ويأجوج ومأجوج وواحدة بالمغرب طلوع الشمس من مغربها.
(٢) ابن سعد ج ١/ ١٦٦.

<<  <   >  >>