رسول الله- صلى الله عليه وسلم -، والقيام دونه؛ فاجتمعوا إليه، وقاموا معه وأجابوا إلى ما دعوهم إليه، إلا ما كان من أبي لهب، عدو الله الملعون.
شعر أبي طالب في مدح قومه لنصرته: فلما رأى أبو طالب من قومه ما سره في جهدهم معه، وحدبهم عليه، جعل يمدحهم ويذكر قديمهم، ويذكر فضل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم، ومكانه منهم، ليشد لهم رأيهم، وليحدبوا معه على أمره, فقال:
إذا اجتمعت يوما قريش لمفخر ... فعبد مناف سرها وصميمها
وإن حصلت أشراف عبد منافها ... ففي هاشم أشرافها وقديمها
وإن فخرت يومًا فإن محمدًا ... هو المصطفى من سرها وكريمها
تداعت قريش غثُّها وسمينها ... علينا فلم تظفر وطاشت حلومها
وكنا قديمًا لا نقرُّ ظلامة ... إذا ما ثنوا صعر الخدود نقيمها
ونحمي حماها كل يوم كريهة ... ونضرب عن أحجارها من يرومها
بنا انتعش العود الذواء وإنما ... بأكنافنا تندى وتنمى أرومها
شعر أبي طالب في معاداة خصومه فلما خشي أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه، قال قصيدته التي تعوذ فيها بحرم مكة منها، وتودد فيها أشراف قومه، وهو على ذلك يخبرهم وغيرهم في ذلك من شعره أنه غير مسلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا تاركه لشيء أبدًا حتى يهلك دونه، فقال:
ولما رأيت القوم لا ود فيهم ... وقد قطعوا كل العرى والوسائل
وقد صارحونا بالعداوة والأذى ... وقد طاوعوا أمر العدو المزايل
وقد حالفوا قومًا علينا أظنة ... يعضون غيظًا خلفنا بالأنامل
صبرت لهم نفسي بسمراء سمحة ... وأبيض عضب من تراث المقاول
وأحضرت عند البيت رهطي وإخوتي ... وأمسكت من أثوابه بالوصائل
قيامًا معنا مستقبلين رتاجه ... لدى حيث يقضي حلفه كل نافل
وحيث ينيخ الأشعرون ركابهم ... بمفضي السيول من إساف ونائل