للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لعمرى لقد أجرى أسيد وبكره ... إلى بغضنا وجزآنا لآكل

وعثمان لم يربع (١) علينا وقنفذ ... ولكن أطاعا أمر تلك القبائل

أطاعا أبيا وابن عبد يغوثهم ... ولم يرقبا فينا مقالة قائل

كما قد لقينا من سبيع ونوفل ... وكل تولى معرضًا لم يجامل

فإن يلقيا أو يمكن الله منهما ... نكل لهما صاعًا بصاع المكايل

وذاك أبو عمرو أبى غير بغضنا ... ليظعنا في أهل شاء وجامل (٢)

يناجي بنا في كل ممسى ومصبح ... فناج أبا عمروٍ بنا ثم خاتل

ويؤلي (٣) لنا بالله ما إن يغشنا ... بلى قد نراه جهرة غير حائل

أضاق عليه بغضنا كل تلعة ... من الأرض بين أخشب فمجادل (٤)

وسائل أبا الوليد ماذا حبوتنا ... بسعيك فينا معرضًا كالمخاتل

وكنت أمرءًا ممّن يعاش برأيه ... ورحمته فينا ولست بجاهل

فعتبة لا تسمع بنا قول كاشح ... حسودٍ كذوبٍ مبغض ذى دغاول (٥)

ومرّ أبو سفيان عني معرضًا ... كما مرّ قيل من عظام المقاول

يفرُّ إلى نجدٍ وبرد مياهه ... ويزعم أني لست عنكم بغافل

ويخبرنا فعل المناصح أنه ... شفيق ويخفي عارمات الدواخل (٦)

أمطعم لم أخذلك في يوم نجدة ... ولا معظم عند الأمور الجلائل

ولا يوم خصم إذا أتوك ألدة ... أولي جدل من الخصرم المساجل (٧)


(١) لم يربع: لم يقم.
(٢) الجامل: جماعة الجمال.
(٣) يؤلي: يقسم.
(٤) التلعة: ما شرف من الأرض. والأخشب: أراد الأخاشب وهي جمال مكة، وجاء به على أخشب لأنه في معني أجبل، مع أن الإسم قد يجمع على حذف الزوائد ويصغر كذلك، والمجادل: القصور والحصون في رؤوس الجبال. كأنه يريد ما بين جبال مكة فقصور الشام والعراق، والفاء في مجادل تعطي الاتصال بخلاف الواو كقوله "بين الدخول فحومل".
(٥) الدغاول: الغوائل.
(٦) العارمات: الشديدات. والدواخل: التمائم.
(٧) المساجل: من يعارض في الخصومة.

<<  <   >  >>