للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

روى الحاكم بسنده عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال مرض أبو طالب فجاءت قريش فجاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وعند رأس أبي طالب مجلس رجل فقام أبو جهل كي يمنعه ذاك وشكوه إلى أبي طالب فقال: يا ابن أخي ما تريد من قومك قال: يا عم إنما أريد منهم كلمة تذل لهم بها العرب وتؤدى إليهم بها جزية العجم قال: كلمة واحدة. قال كلمة واحدة. قال ما هي قال لا إله إلا الله قال: فقالوا أجعل الآلهة إلهًا واحدًا إن هذا لشيء عجاب قال ونزل فيهم ص والقرآن ذي الذكر حتى بلغ إن هذا إلا اختلاق. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

روى الحاكم بسنده عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: نزل ص والقرآن ذي الذكر فيهم وفي مجلسهم ذلك يعني مجلس أبي طالب وأبى جهل واجتماع قريش إليهم حين نازعوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. (١)

روى البخاري بسنده عن العباس بن عبد المطب -رضي الله عنه- قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: ما أغنيت عن عمك، فإنه كان يحوطك ويغضب لك، قال: هو في ضحضاح من نار، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار.

روى البخاري بسنده ابن المسيب عن أبيه (أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنده أبو جهل فقال: أي عم، قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله. فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، ترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شي كلمهم به: على ملة عبد المطلب. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لأستغفرنّ لك، ما لم أنه عنه، فنزلت {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}، ونزلت {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} (٢).


(١) المستدرك ج٢ ص ٤٣٢.
(٢) سورة التوبة آية رقم ١١٣ وسورة القصص آية ٥٦.

<<  <   >  >>