للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى أبي نعيم بسنده عن أنس بن مالك، -رضي الله عنه-، قال: إن إبليس ما بين قدميه إلى كعبيه مسيرة كذا وكذا، وإن عرشه لعلى البحر، ولو ظهر للناس لعبد، قال: فلما بعث الله -عَزَّ وجَلَّ- محمدًا - صلى الله عليه وسلم - وهو يجمع بكيده، فانقض عليه جبريل، -عليه السلام-، فدفعه بمنكبه فألقاه بوادي الأردن (١).

وروى أبي نعيم بسنده عن سفيان الهذلي قال: خرجنا في عير لنا إلى الشام، فلما كنا بين الزرقاء ومعان قد عرسنا من الليل، فإذا بفارس يقول وهو بين السماء والأرض: أيها النيام هبوا، فليس هذا حين رقاد، قد خرج أحمد، وقد طردت الجن كل مطرد، ففزعنا ونحن رفقة حزاوِرَةٌ، كلهم قد سمع بهذا، فرجعنا إلى أهلنا، فإذا هم يذكرون اختلافًا بمكة بين قريش ونبي خرج فيهم من بني عبد المطلب اسمه أحمد (٢).

عن تميم الداري قال: كنت بالشام حين بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرجت إلى بعض حاجتي، فأدركني الليل، فقلت: أنا في جوار عظيم هذا الوادي، فلما أخذت مضجعي إذا مناد ينادي لا أراه: عذ بالله، فإن الجن لا تجير أحدًا على الله تعالى. فقلت: أيم تقول؟ فقال: قد خرج رسول الأميِّين، رسول الله، وصلينا خلفه بالحَجُونِ، وأسلمنا واتبعناه، وذهب كيد الجن، ورميت بالشهب، فانطلق إلى محمد فأسلم (٣).


(١) دلائل أبي نعيم: ج ١/ ٢٩٧.
(٢) دلائل أبي نعيم: ج ١/ ١٣٣.
(٣) عيون الأثر: ج ١/ ٦٨.

<<  <   >  >>