للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأسجد له، فيقول: ارفع رأسك يا محمد، وتكلم يسمع منك، وقيل يقبل منك، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: أمتي أمتي يا رب. فيقول اذهب إلى أمتك، فمن وجدت في قلبه .. مثقال حبة من شعير من الإيمان فأدخله الجنة، فأذهب، فمن وجدت في قلبه ذلك أدخلتهم الجنة، فأجد الجبار مستقبلي، فأسجد له، فيقول: ارفع رأسك يا محمد، وتكلم يسمع منك، وقيل يقبل منك، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: أمتي أمتي يا رب. فيقول اذهب إلى أمتك، فمن وجدت في قلبه .. مثقال حبة من خردل من الإيمان فأدخله الجنة.

فأذهب، فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنة. وفرغ من حساب الناس، وأدخل من بقي من أمتي في النار مع أهل النار، فيقول أهل النار: ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله ولا تشركون به شيئًا. فيقول الجبار: فبعزتي، لأعتقنهم من النار، فيرسل إليهم، فيخرجون من النار وقد امتحشوا، فيدخلون في نهر الحياة، فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل، ويكتب بين أعينهم: هؤلاء عتقاء الله، فيذهب بهم فيدخلون الجنة، فيقول لهم أهل الجنة: هؤلاء الجهنميون. فيقول الجبار: بل هؤلاء عتقاء الجبار -عَزَّ وجَلَّ- (١) عند ذلك يتمنى الكفار لو كانوا مسلمين: قال تعالى: {الر* تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ * رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} (٢)

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يوضع للأنبياء منابر من نور يجلسون عليها، ويبقى منبري لا أجلس عليه، أو لا أقعد عليه، قائم بين يدي ربي مخافة أن يبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي، فأقول: يا رب أمتي، أمتي فيقول الله -عَزَّ وجَلَّ-: يا محمد، ما تريد أن أصنع بأمتك؟ قال: يا رب تعجل حسابهم فيدعى بهم فيحاسبون، فمنهم من يدخل الجنة برحمته، ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي، فما أزال


(١) رواه أحمد ٣/ ١٤٤.
(٢) سورة الحجر (١ - ٢).

<<  <   >  >>