للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتوحيدًا لي وإيمانًا بي وإخلاصًا لي، وتصديقًا بما جاءت به رسلي، وهم رعاة الشمس، طوبى لتلك القلوب والوجوه والأرواح التي أخلصت لي، ألهمهم التسبيح والتكبير والتحميد والتوحيد في مساجدهم ومجالسهم ومضاجعهم ومنقلبهم ومثواهم، يصفون في مساجدهم كما تصف الملائكة حول عرشي، هم أوليائي وأنصاري، أنتقم بهم من أعدائي عبدة الأوثان، يُصلّون لي قياما وقعودا وسجودا، ويخرجون من ديارهم وأموالهم ابتغاء مرضاتي ألوفا فيقاتلون في سبيلي صفوفا وزحوفا، أختم بكتابهم الكتب وبشريعتهم الشرائع وبدينهم الأديان، فمن أدركهم فلم يؤمن بكتابهم ويدخل في دينهم وشريعتهم فليس مني وهو مني برئ، وأجعلهم أفضل الأمم وأجعلهم أمة وسطا شهداء على الناس، إذا غضبوا هللوني، وإذا قبضوا كبروني، وإذا تنازعوا سبحوني، يطهرون الوجوه والأطراف ويشدون الثياب إلى الأنصاف، ويهللون على التلال والأشراف، قربانهم دماؤهم، وأناجيلهم صدورهم، رهبان بالليل ليوثا بالنهار، ويناديهم مناديهم في جو السماء لهم دوي كدوي النحل.

طوبى لمن كان معهم وعلى دينهم ومناهجهم وشريعتهم، ذلك فضلي أوتيه من أشاء وأنا ذو الفضل العظيم.

"القصب" بالقاف والصاد معروف. الرعراع: الطويل.

قال ابن قتيبة: إذا طال القصب فهبت عليه أدنى ريح، أو مر ألطف شخص: تحرك وصوت، فأراد -عَزَّ وجَلَّ- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وقور ساكن الطائر.

"الخنا": بفتح المعجمة والقصر: الفحش. وأعلم بهمزة مضمومة ولام مشددة مكسورة.

وروى البيهقي عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى قال: أوحى الله في الزبور إلى دواد: إنه سيأتي من بعدك نبي اسمه أحمد ومحمَّد، صادقًا لا أغضب عليه أبدًا ولا يعصيني أبدًا، وقد غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. الحديث.

الأحاديث والآثار في ذلك كثيرة، أفرها بالتنصيف خلائق. (١)


(١) سبل الهدى والرشاد [١/ ١٠١]

<<  <   >  >>