فخرج عمرو بن مرة ومن أسلم من قومه معه حتى أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فرحب بهم وحياهم وكتب لهم كتابًا هذه نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب أمان من الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب صادق وحق ناطق، مع عمرو بن مرة الجهني: أجهينة بن زيد، إن لكم بطون الأرض وظهورها، وتلاع الأودية وسهولها، ترعون نباته وتشربون صافيه، على أن تقروا بالخمس وتصلوا صلاة الخمس، وفي التبعة والصريمة شاتان إذا اجتمعا وإن افترقا فشاة شاة، ليس على أهل الميرة صدقة، والله يشهد على ما ببننا ومن حضر من المسلمين.
فذلك حين يقول عمرو بن مرة:
ألم تر أن الله أظهر دينه ... وبين برهان القرآن لعامر
كتاب من الرحمن نور لجمعنا ... وأخلافنا في كل باد وحاضر
إلى خير من يمشي على الأرض ... كلها وأفضلها عند اعتكار الضرائر
أطعنا رسول الله لما تقطعت ... بطون الأعادي بالظبا والخواصر
فنحن قبيل قد بنى المجد حولنا ... إذا اجتلبت في الحرب هام الأكابر
بنو الحرب نقريها بأيد طويلة ... وبيض تلألأ في أكف المغاور
ترى حوله الأنصار يحمون سربه ... بسمر العوالي والصفاح البواتر
إذا الحرب دارت عند كل عظيمة ... ودارت رحاها بالليوث الهواصر
تبلج منه اللون وازداد وجهه ... كمثل ضياء البدر بين الهواصر (١)
(١) أخرجه ابن كثير في البداية والنهاية ٢/ ٣١٩، ٣٢٠، ٣٥١، ٣٥٣. وأورده في الخصائص الكبرى ٦٧. وفي الجامع الكبير ٢/ ٥٨٢.