للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنَّ سعدًا ركبَ إلى قصره بالعَقيقِ، فوجد غلامًا يَخْبِطُ شجرًا أو يقطَعُه، فسَلَبه، فلمّا رجع سعد أتاه أهلُ الغلام فكلّموه أن يَرُدّ ما أخذَ من غلامهم. فقال: معاذَ اللَّه أن أرُدَّ شيئًا نَفَّلَنيه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وأبى أن يَرُدَّه عليهم.

انفرد بإخراجه مسلم (١).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا جرير بن حازم قال: حدّثنا يعلى بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد اللَّه قال:

رأيتُ سعد بن أبي وقاص أخذ رجلًا يصيدُ في حرم المدينة الذي حرَّم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فسلَبَه ثيابَه، فجاء مواليه إليهِ، فقال: إنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حرَّمَ هذا الحَرَمَ وقال: "مَن رأيْتُموه يصيدُ فيه شيئًا فله سَلَبُه، فلا أرُدُّ عليكم طُعْمةً أَطْعَمَنيها رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولكن إن شِئْتُم أن أُعْطِيَكم ثمنه أعْطَيْتُكم" (٢).

(١٨٦٣) الحديث السادس: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا روح قال: حدّثنا محمد بن أبي حُميد عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه عن جدّه سعد بن أبي وقّاص قال:

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من سعادة ابن آدمَ استخارتُه اللَّهَ عزّ وجلّ. ومن سعادة ابنِ آدمَ رضاه بما قضى اللَّه. ومن شِقوة ابنِ آدمَ تَرْكُه استخارةَ اللَّه. ومن شقوة ابن آدمَ سَخَطُه بما قضى اللَّهُ عزّ وجلّ" (٣).

وقد رواه رَوح بهذا الإسناد بلفظ آخر، قال:


(١) المسند ٣/ ٥٣ (١٤٤٣)، ومسلم ٢/ ٩٩٣ (١٣٦٤).
(٢) المسند ٣/ ٦٣ (١٤٦٠) وهو حديث صحيح، ورجاله رجال الشيخين غير سليمان، روى له أبو داود هذا الحديث، ووثّقه ابن حبّان، التهذيب ٣/ ٢٨٨. والحديث في سنن أبي داود ٢/ ٢١٧ (٢٠٣٧) من طريق جرير، وصحّحه الألباني وأنكر "يصيد" لأن المشهور "يقطف".
(٣) المسند ٣/ ٥٤ (١٤٤٤) وإسناده ضعيف، لضعف محمد بن أبي حميد، ونكارة أحاديثه، التهذيب ١/ ٢٨٨. ورواه الترمذي ٤/ ٣٩٦ (٢١٥١) من طريق محمد بن أبي حميد، وقال: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن أبي حميد. . . وليس هو بالقويّ عند أهل الحديث. ومع هذا صحّحه الحاكم ١/ ٥١٨ بهذا الإسناد، ووافقه الذهبي. واعترض على هذا التصحيح محقَّقو المسند، والألباني في الضعيفة ٤/ ٣٧٧ (١٩٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>