للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٨٢) مسند ثَوبان مولى رسول اللَّه (١)

(٧٨٩) الحديث الأول: حدّثنا مسلم قال: حدّثني الحسن بن علي الحُلواني قال: حدّثنا أبو تَوبةَ الربيع بن نافع قال: حدّثنا معاوية بن سَلام عن زيد -يعني أخاه- أنّه سمع أبا سلّام قال: حدّثني أبو أسماء الرَّحَبي (٢) أن ثوْبان مولى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حدّثه قال:

كنتُ قائمًا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فجاء حَبْرٌ من أحبار اليهود، فقال: السلام عليك يا محمّد، فدفعْتُه دَفعةً كاد يُصْرَعُ منها، فقال: لِمَ تدفعُني؟ فقلت: ألا تقول يا رسول اللَّه! فقال اليهوديّ: إنّما ندعوه باسمه الذي سمّاه به أهلُه. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: إنّ اسمي محمّد الذي سمّاني به أهلي، فقال اليهوديّ: جئتُ أسألُك. فقال رسول اللَّه: "أينفعُك إنّ حدَّثْتُك؟ " قال: أسمعُ بأُذُنيّ. فنَكَتَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعُود معه، فقال: "سَلْ". فقال اليهوديّ: أين يكون النّاسُ يوم تُبَدّلُ الأرضُ غيرَ الأرض والسمواتُ؟ فقال: رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هم في الظُّلمة دون الجسر" قال: فمن أوّل النّاس إجازةً؟ فقال: "فقراء المهاجرين" قال اليهودي: فما تُحْفَتُهمّ (٣) حين يدخلون الجنّة؟ قال: "زيادة كبد النون (٤) " قال: فما غِذاؤهم في إثْرِها؟ قال: "يُنْحَرُ لهم ثور الجنّة الذي كان يأكلُ من أطرافها". قال: فما شرابُهم عليه؟ قال: "من عين فيها تُسَمّى سلسبيلًا" قال: صَدَقْتَ. قال: وجئت أسألُك عن شيء لا يعلمه أحدٌ من أهل الأرض إلا نبيٌّ أو رجل أو رجلان. قال: "ينفعك إنّ حدَّثْتكَ؟ " قال: أسمعُ بأُذُنيّ. قال: جئتُ أسألُك عن الولد. قال: "ماءُ الرّجل أبيضُ، وماءُ المرأة أصفرُ، فإذا اجتمعا فعلا مَنِيُّ الرجل مَنِيَّ المرأة أذكَرا بإذن اللَّه تعالى، وإذا علا مَنِيُّ المرأةِ مَنِيَّ


(١) الطبقات ٧/ ٢٨١، والآحاد ١/ ٣٣١، ومعرفة الصحابة ١/ ٥٠١، والاستيعاب ١/ ٢١٠، والتهذيب ١/ ٤١٨، والسير ٣/ ١٥، والإصابة ١/ ٢٠٥.
وثوبان ممّن انفرد بالرواية عنهم مسلم، فأخرج له عشرة أحاديث. الجمع (١٨٢). أما ما أخرج له من الأحاديث فثمانية وعشرون ومائة كما ذكر في التلقيح ٣٦٥.
(٢) أبو سلّام، هو ممطور الحبشيّ، جدّ معاوية وزيد، وأبو أسماء الرّحبي هو عمرو بن مَرْثَد.
(٣) التحفة: ما يهدي للضيف ويقدّم له.
(٤) النون: الحوت.

<<  <  ج: ص:  >  >>