للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٣٢) مسند بُرَيدة بن الحُصَيب الأسلميّ (١)

(٦٨٧) الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو نُعيم قال: حدّثنا بَشير بن المهاجر قال: حدّثني عبد اللَّه بن بُريدة عن أبيه قال:

كُنْتُ جالسًا عند النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، إذْ جاءَه رجلٌ يُقال له ماعِزُ بن مالك، فقال: يا نبيّ اللَّه، إنّي قد زَنَيْتُ، وأنا أُريدُ أن تُطَهِّرَني. فقال له النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ارْجعْ" فلمّا كان من الغد أتاه أيضًا فاعترف عندَه بالزّنا، فقال له النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ارْجعْ"، ثم أرسلَ النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى قومه فسألهم عنه، فقال: "ما تعلمون من ماعز بن مالك الأسلميّ؟ هل تَرَون به بأسًا؟ أو تُنْكِرون من عقله شيئًا؟ " قالوا: يا نبيّ اللَّه، ما نَرى به بأسًا، وما نُنْكِرُ من عقله شيئًا. ثم عاد إلى النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- الثالثة فاعترف أيضًا عندَه بالزنا، فقال: يا نبيّ اللَّه، طهِّرْني. فأرسل النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى قومه أيضًا فسألهم عنه، فقالوا له كما قالوا له المرّة الأولى: ما نرى به بأسًا، وما نُنْكِر من عقله شيئًا. ثم رجع إلى النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- الرّابعة أيضًا فاعترَفَ عنده بالزّنا، فأمر النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فحُفِرَ له حفيرة، فجُعِلَ فيها إلى صدره، ثم أمرَ النّاسَ أن يرجموه.

قال بُريدة: كُنّا نتحدّثُ -أصحاب النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بيننا: أنّ ماعز بن مالك لو جَلَسَ في رَحله بعد اعترافه ثلاث مرّات لم يَطْلُبْه، وإنما رجمَه عند الرّابعة (٢).

(٦٨٨) الحديث الثاني: وبالإسناد عن بُريدة قال:

كُنْتُ جالسًا عند النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فجاءَتْه امرأةٌ من غامدٍ فقالت: يا نبيّ اللَّه، إني قد زَنَيْتُ، وأنا أريدُ أن تُطَهِّرَني. فقال لها النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ارْجِعي". فلمّا كان من الغد أتَتْهُ فاعترفت عنده بالزنا، فقالت: يا نبيّ اللَّه، إني قد زنيت، وأنا أريد أن تُطَهِّرَني. فقال لها


(١) ينظر الطبقات ٤/ ١٨٢، ٧/ ٥، ٢٥٩، ومعرفة الصحابة ١/ ٤٣٠، والاستيعاب ١/ ١٧٧، وتهذيب الكمال ١/ ٣٣٦، والسير ٢/ ٤٦٩، والإصابة ١/ ١٥٠.
ومسنده في "الجمع" في المقدّمين بعد العشرة (٢٧)، له أربعة عشر حديثًا: منها حديث متفّق عليه، وحديثان للبخاري، وباقيها لمسلم وحده. وفي التلقيح ٣٦٤ أنّه أسند سبعة وستين ومائة حديث.
(٢) المسند ٥/ ٣٤٧. وهو حديث صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>