(٦١٤٩) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عفّان قال: حدّثنا هَمّام بن يحيى قال: سمعت قتادة يحدّث عن أنس بن مالك أن مالك بن صعصعة حدّثه:
أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حدَّثَهم عن ليلة أُسري به قال:"بينما أنا في الحطيم -وربما قال قتادة: في الحجر- مُضْطَجعَ، إذ أتاني آتٍ، فجعل يقول لصاحبه: الأوسط من الثلاثة. قال: فأتاني فقدَّ -قال: وسمعتُ قتادة يقول: فشقَّ- ما بين هذه إلى هذه" قال قتادة: فقلت للجارود وهو إلى جنبي: ما يعني؟ قال: من ثُغرة نحره إلى شِعرته. وقد سمعْتُه يقول: من قَصِّه إلى شِعرته. قال:"فاستخرجَ قلبي. قال: فأُتِيتُ بطَسْت من ذهبٍ مملوءةٍ إيمانًا وحِكمة، فغسلَ قلبي ثم حُشِيَ ثم أُعيدَ، ثم أُتِيتُ بدابَةٍ دونَ البغل وفوق الحمار، أبيضَ"، قال: فقال الجارود: هو البراق يا أبا حمزة؟ قال: نعم يقع خَطْوَه عند أقصى طرفه.
قال: "فحُمِلْتُ عليه، فانطلق بي جبريل عليه السلام حتى أتى بي السماء الدُّنيا، فاسْتَفْتَح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد. قيل: أوَقد أُرسل إليه؟ قال: نعم. فقيل: مرحبًا به، ونعم المجيء جاء. قال: ففتح، فلما خَلَصْتُ فإذا فيها آدمُ عليه السلام، قال: هذا أبوك آدم فسلِّم عليه، فسلَّمْتُ عليه فردَّ السلام، ثم قال: مرحبًا بالابن الصالح والنبيِّ الصالح.
ثم صَعِدَ حتى أتى السماء الثانية، فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل. قال: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: أوَقد أُرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحبًا به، ونعم المجيء جاء. قال: ففُتح، فلما خَلَصْتُ فإذا يحيى وعيسى، وهما ابنا الخالة، قال: هذا يحيى
(١) الآحاد ٤/ ١١٤، ومعرفة الصحابة ٥/ ٢٤٥٢، والاستيعاب ٣/ ٣٥٤، والتهذيب ٧/ ٢٠، والإصابة ٣/ ٣٢٦. ومسنده في الجمع مع المقدّمين (٧١)، وليس له إلا هذا الحديث عند الشيخين. وفي التلقيح ٣٧٢ أنّه أُخرج له خمسة أحاديث.