للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٣٦١) مسند (١) أبي هريرة عبد شمس الدَّوسيّ (٢)

(٤٣٣٤) الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا الوليد قال: حدّثنا الأوزاعيّ قال: حدّثنا يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:

لما فتحَ اللَّهُ عزّ وجلّ على رسوله مكّة قامَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيهم خطيبًا، فحَمِد اللَّه وأثنى عليه، ثم قال: "إنّ اللَّه حبَسَ عن مكّة الفِيلَ (٣)، وسلَّط عليها رسولَه والمؤمنين. وإنَّما أُحِلَّت لي ساعةً من نهار، ثم هي حرام إلى يوم القيامة، لا يُعْضَدُ (٤) شجرُها، ولا يُنَفَّرُ صيدُها، ولا تَحِلُّ لُقَطَتُها إلّا لِمُنْشِد. ومن قُتِل له قتيلٌ فهو بخير النَّظَرين: إما أن يُفْدَى وإمّا أن يَقْتُل".

فقام رجلٌ من أهل اليمن يُقال له أبو شاه، فقال: يا رسول اللَّه، اكتُبوا لي. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- "اكتُبوا لأبي شاه". فقال عبّاس: يا رسول اللَّه، إلّا الإذْخِرَ، فإنَّه لقُبورنا وبيوتنا. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إلّا الإذخر".


(١) هذه بداية نسخة الحرم المكّي الشريف. وفي هذا الجزء اعتمدت على هذه المخطوطة، وعلى التركية التي تنتهي في الحديث (٣١٣) من هذا المسند.
(٢) ينظر الطبقات ٤/ ٢٤٢، والآحاد ٤/ ٣٨١، ومعرفة الصحابة ٤/ ١٨٨٥، والاستيعاب ٤/ ٣٠٠، والتهذيب ٨/ ٤٤٧، والسير ٢/ ٥٧٨، والإصابة ٤/ ٣٠٠.
وأبو هريرة أكثر من حمل حديثًا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وفي مسنده عند الشيخين كما في الجمع (٨٠) ستمائة وسبعة أحاديث: خمسة وعشرون وثلاثمائة للشيخين، وثلاثة وتسعون للبخاري، وتسعة وثمانون ومائة لمسلم. .
أما ابن الجوزي فذكر في التلقيح ٣٦٣ أن لأبي هريرة خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعين حديثًا.
ومسند أبي هريرة في كتابنا هذا فيه ثمانمائة وثمانية وسبعون حديثًا.
(٣) ويروى: القتل.
(٤) يُعْضَد: يقطع.

<<  <  ج: ص:  >  >>