للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١٦)

مسند حَمْنة بنت جَحش (١)

(٧٠٦٣) حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبدالملك بن عمرو قال: حدّثنا زهير بن محمد

عن عبدالله بن محمد بن عَقيل عن إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عمّه عمران بن طلحة

عن أمّه حمنة بنت جحش قالت:

كنت أُستحاض حيضة شديدة كثيرة، فجئتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أستفتيه وأُخبره،

فوجدْته في بيت أختي زينب بنت جحش، فقلت: يا رسول الله، إن لي إليك حاجة.

قال: "فما هي؟ " قلت: يا رسول الله، إني أُستحاض حيضة كثيرة شديدة، فما ترى فيها؟

قد مَنَعَتْني الصلاة والصيام. فقال: "أنعتُ لك الكُرْسُفَ، فإنه يُذهبُ الدمَ". قالت: هو

أكثر من ذلك. قال: "فاتّخذي ثوبًا" قلت: هو أكثر من ذلك. قال: "فالتَجِمي". قالت:

إنّما أَثُجُّ ثَجًّا. فقال لها: "سآمُرُك بأمرين، أيَّهما فعلْتِ فقد أجزأ عنك من الآخر، فإن

قويتِ عليهما فأنتِ أعلم". فقال لها: "إنما هذه رَكضة من رَكضات الشيطان، فتحيّضي

ستّة أيام أو سبعة أيّام في علم الله، ثم اغتسلي، حتى إذا رأيتِ أنك قد طَهُرْتِ واستفأْتِ

فصلّي أربعًا وعشرين ليلة، أو ثلاثًا وعشرين ليلة وأيامها، وصومي، فإن ذلك يُجزِئكِ،

وكذلك فافعلي كلّ شهر كما تحيض النساء، وكما يطهُرْن بميقات حيضهنّ وطُهرهنّ. وإن

قَوِيت على أن تُؤَخّري الظهر وتعجّلي العصر [فتغتسلين ثم تصلّين الظهر والعصر جميعًا،

ثم تؤخّرين المغرب وتُعَجِّلين العشاء] ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين فافعلي.

وتغتسلين مع الفجر وتصلّين، وكذلك فافعلي، وصلّي وصومي إن قدرْتِ على ذلك".

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وهذا أعجب الأمرين إلىّ" (٢).

****


(١) الآحاد ٦/ ١١، ومعرفة الصحابة ٦/ ٣٢٩٣، والاستيعاب ٤/ ٢٦٢، والتهذيب ٨/ ٥٢٨، والإصابة ٤/ ٢٦٦.
(٢) المسند ٦/ ٤٣٩، وأبو داود ١/ ٧٦ (٢٨٧). والترمذي ١/ ٢٢١ (١٢٨) وقال: حسن صحيح. ومن طريق ابن عقيل أخرجه ابن ماجة ١/ ٢٠٥ (٦٢٧). ونقل أبو داود عن أحمد: حديث ابن عقيل في نفسي منه شيء. ونقل الترمذي عن البخاري أنه قال: حسن [صحيح]، وهكذا قال أحمد بن حنبل: هو حديث حسن صحيح. وينظر التعليق الطويل للشيخ أحمد شاكر على الحديث، وتحسين الألباني له في الإرواء ١/ ١٢٠٢ (١٨٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>