للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٤٠٠) مسند عليّ بن أبي طالب (١)

(٥٤٥٦) الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال، [حدّثنا أبو أحمد قال] (٢): حدّثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عيّاش (٣) بن أبي ربيعة عن زيد بن عليّ عن أبيه عن عبد اللَّه ابن أبي رافع عن عليّ بن أبي طالب قال:

وقف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعَرَفةَ فقال: "هذا المَوْقفُ، وعَرَفةُ كلُّها مَوْقِف" وأفاضَ حين غابتِ الشمسُ، ثم أردفَ أسامةَ، فجعل يُعْنِقُ (٤) على بعيره والناسُ يضربون الإبل يمينًا وشمالًا، لا يلتفتُ إليهم، ويقول: "السكينةَ أيُّها النّاس" ثم أتى جَمْعًا فصلّى بهم الصلاتين: المغرب والعشاء، ثم بات حتى أصبح، ثم أتى قُزَحَ (٥) فوقف على قُزَح فقال: "هذا الموقف، وجَمْعٌ كلُّها موقف". ثمَّ سار حتى أتى مُحَسِّرًا فوقف عليه، فقَرَعَ ناقتَه، فخبَّتْ (٦) حتى جاز الوادي، ثم حَبَسَها، ثم أردف الفضلَ، وسار حتى أتى الجمرة فرماها، ثم أتى المَنْحَر فقال: "هذا المَنْحَر، ومِنًى كلُّها مَنْحر" قال: واسْتَفْتَتْه جاريةٌ شابّة من خَثْعَم فقالت: إنّ أبي شيخ كبير قد أفندَ (٧) وقد أدركَتْه فريضة اللَّه في الحجّ، فهل يُجْزِىءُ عنه أن أُؤدِّيَ عنه؟ قال: "نعم، فأدّي عن أبيكِ". قال: ولوى عُنُقَ الفضل، فقال له


(١) الخليفة الراشد، ينظر أخباره في معرفة الصحابة ١/ ٧٥، والاستيعاب ٣/ ٢٦، والإصابة ٢/ ١٠٥.
ومسنده الرابع في الجمع: فيه عشرون حديثًا للشيخين، وتسعة للبخاري، وخمسة عشر لمسلم. وفي عدد ما أسند أقوال، أحدها أنّها ستّة وثلاثون وخمسمائة حديث، التلقيح ٣٦٣.
(٢) تكملة من المسند ٢/ ٥ (٥٦٢) وهو أبو أحمد، محمد بن عبد اللَّه بن الزبير، ورواه ٢/ ٤٥٤ (١٣٤٨) عن يحيى بن آدم عن سفيان، أي الثوري. .
(٣) وهو عبد الرحمن بن الحارث بن عبد اللَّه بن عيّاش.
(٤) أعنق: سار العَنَق، وهو سير سريع.
(٥) جمع: مزدلفة، وقُزح: مكان وقوف الإمام بمزدلفة.
(٦) خبّت الناقة: سارت الخَبَب، وهو نوع من العدو.
(٧) أفند: خرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>