للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٣٣١) مسند أبي موسى عبد اللَّه بن قيس الأشعريّ (١)

(٣٨٨٩) الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا عبد الرزّاق قال: أخبرنا الثَّوري عن قيس بن مُسلم عن طارق بن شهاب عن أبي موسى الأشعريّ قال:

بعَثَني رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى أرض قومي، فلما حضر الحجُّ، حجَّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وحَجَجْتُ، فقَدِمْتُ عليه وهو نازل بالأبطح، فقال لي: "بِمَ أهْلَلْتَ يا عبد اللَّه بن قيس؟ ". قال: قلتُ: لبَّيكَ بحَجٍّ كحجِّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. قال: "أحسَنتَ" ثم قال لي: "هل سُقْتَ هَدْيًا؟ " فقلتُ: ما فعلْتُ (٢)، فقال لي: "اذهب فطُف بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم احْلِل" فانطلقْتُ ففعلْتُ ما أمرَني، وأتيتُ امرأة من قومي فغسلَتْ رأسي بالخَطْمِيّ وفَلَتْه، ثم أهَللتُ بالحَجِّ يومَ التروية. فما زِلْتُ أُفتي النّاسَ بالذي أمرَني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى توفّي، ثم زمن أبي بكر، ثم زمن عمر. فبينا أنا قائم عند الحَجَر الأسود أو المَقام أُفتي النّاس بالذي أمرَني به رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، إذ أتاني رجلٌ فسارّني فقال: لا تَعْجَلْ بفُتياك، فإن أمير المؤمنين قد أحْدَثَ في المناسك شيئًا، فقلتُ: أيُّها النّاس، من كُنّا أفتَيْناه في المناسك شيئًا فَلْيَتَّئِدْ، فإن أمير المؤمنين قادم، فبه فائتمُّوا. فقَدِمَ عمر، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين، هل أحدثْتَ في المناسك شيئًا؟ قال: نعم، إن نأخُذْ بكتاب اللَّه عزّ وجلّ، فإنّه يأمُرُ بالتَّمام، وإن نأخذ بسنّة نبيّنا -صلى اللَّه عليه وسلم-، فإنّه لم يَحْلِل حتى نَحَرَ الهدي.


(١) ينظر الآحاد ٤/ ٤٤٦، ومعرفة الصحابة ٤/ ١٧٤٩، ومعجم الصحابة ٢/ ١٢٤، والاستيعاب ٤/ ١٧٢، والسير ٢/ ٣٨٠، والإصابة ٢/ ٣٥١.
ومسنده السادس عشر في الجمع: المقدّمون بعد العشرة. اتّفق الشيخان على خمسين حديثًا له، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بخمسة عشر. وذكر ابن الجوزي في التلقيح ٣٦٤ أن له ثلاثمائة وستين.
(٢) في الأصل: "ما فعلت" مرّتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>