للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٢١) مسند أنس بن مالك أبي حمزة الأنصاريّ (١)

(١٢٤) الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثنا سعيد ابن أبي عروبة قال: حدّثنا قتادة عن أنس:

عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يجتمع المؤمنون يوم القيامة، فيُلهَمون ذلك (٢) فيقولون: لو استشفَعْنا إلى ربّنا فأراحنا من مكاننا هذا. فيأتون آدمَ فيقولون: يا آدمُ، أنت أبو البشر، خلقَكَ اللَّه بيده، وأسجدَ لك ملائكته، وعلّمَك أسماءَ كلِّ شيء، فاشفَعْ لنا إلى ربّك حتى يُريحَنا من مكاننا هذا. فيقولُ لهم آدمُ: لستُ هُناكم، ويذكر ذنبه الذي أصابَه، فيستحيي ربَّه عزّ وجلّ من ذلك ويقول: ولكن ائتوا نوحًا، فإنّه أوّلُ رسولٍ إلى أهل الإرض. فيأتون نوحًا فيقول: لسْتُ هناكم، ويذكر خطيئته: سؤاله ربّه ما ليس له به علم، فيستَحيي ربَّه عزّ وجلّ من ذلك، ولكن ائتوا إبراهيمَ خليلَ الرّحمن. فيأتونه فيقول: لسْتُ هناكم، ولكن ائتوا موسى، عبدًا كلَّمَه اللَّهُ وإعطاه التوراة. فيأتون موسى فيقولُ: لسْتُ هناكم، ويذكر لهم النّفس التي قَتَلَ بغير نَفْس، فيَسْتَحيي ربّه عزّ وجلّ من ذلك، ولكن ائتوا عيسى عبدَ اللَّه ورسولَه، وكلمته وروحه. فياتون عيسى فيقولُ: لسْتُ هناكم، ولكن ائتوا محمّدًا، عبدًا غفرَ اللَّهُ له ما تقدَّمَ من ذنبه وما تأخر، فيأتوني".

قال الحسن (٣) هذا الحرف: فأقوم فأمشي بين سِماطَين (٤) من المؤمنين. قال أنس:


(١) الطبقات ٧/ ١٢، ومعرفة الصحابة ١/ ٢٣١، والمستدرك ٣/ ٥٧٣، والاستيعاب ١/ ٤٤، والسير ٣/ ٣٩٥، والإصابة ١/ ٨٤.
ومسنده في "الجمع" من المكثرين (٧٩) اتفق الشيخان على ثمانية وستين ومائة حديث، وانفرد البخاريّ باثنين وثمانين، ومسلم بواحد وسبعين. وفي التلقيح ٣٦٣ أنّه أخرج ألفين ومائتين وستة وثمانين حديثًا. ومسند أنس في جامع المسانيد لابن كثير في ثلاثة أجزاء.
(٢) ويروى "فيهتمّون لذلك".
(٣) وهو الحسن البصري أحد رواة الحديث.
(٤) أي بين صفّين.

<<  <  ج: ص:  >  >>