للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٣٧٦) مسند عثمان بن عفّان (١)

(٥٢٥٢) الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى بن سعيد قال: حدّثنا عَوف قال: حدّثنا يزيد الفارسي قال:

قال لنا ابن عبّاس: قلتُ لعثمان بن عفّان: ما حَمَلَكم على أن عَمَدْتُم إلى (الأنفال) وهي من المثاني وإلى (براءة) وهي من المِئين، فقَرَنْتُم بينهما ولم تكتبوا بينهما (بسم اللَّه الرحمن الرحيم)، ووضَعْتُموها في السبع الطُّوَل، ما حملَكم على ذلك؟ .

قال عثمان: إنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان مِمّا يأتي عليه الزمانُ يَنْزِلُ عليه من السُّور ذوات العَدَد، وكان إذا أُنزِل عليه الشيء يدعو بعضَ مَن يكتبُ عنده، يقول: "ضعوا هذه في السَّورة التي يُذكر فيها كذا وكذا". وينزل عليه الآيات فيقول: "ضعوا هذه الآيات في السُّورة التي يُذكرُ فيها كذا وكذا." وينزل عليه الآية فيقول: "ضعوا هذه الآية في السُّورة التي يذكر فيها كذا وكذا"، وكانت (الأنفال) من أوّل ما أُنزل بالمدينة و (براءة) من آخر القرآن، قِصَّتُها (٢) شبيهةٌ بقِصّتها، وقُبض رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ولم يُبَيِّن لنا أنّها منها (٣)، فمِن ثَمَّ قَرَنْتُ بينهما، ولم أكتب بينهما سطرًا (بسم اللَّه الرحمن الرحيم) (٤).

(٥٢٥٣) الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا صفوان بن عيسى عن محمد بن عبد اللَّه بن أبي مريم عن ابن دارة قال:


(١) الخليفة الإمام الراشد. ينظر أخباره في معرفة الصحابة ١/ ٥٨، والاستيعاب ٣/ ٦٩، والإصابة ٢/ ٤٥٥.
ومسنده الثالث في الجمع: له ثلاثة أحاديث اتّفق عليها الشيخان، وثمانية انفرد بها البخاري، وخمسة لمسلم. وذكر ابن الجوزي في التلقيح ٣٦٤ أنّه أسند ستة وأربعين ومائة حديث.
(٢) في المسند "فكانت قصّتها. . "
(٣) في المسند زيادة "وظننتُ أنها منها".
(٤) المسند ١/ ٤٥٩ (٣٩٩). وفصّل الشيخ أحمد شاكر الكلام في هذا الحديث، وحكم عليه بأنّه ضعيف جدًّا، ولا أصل له، ومداره علي يزيد الفارسي الذي جهله بعض الأئمّة. وهذا الحديث مخالف المشهور المعلوم، ولم يعتدّ بتصحيح أو تحسين بعض الأئمّة له. وضعّفه الألباني. وينظر تخريج محقّقي المسند له.

<<  <  ج: ص:  >  >>