للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٣٠٧) مسند عبد اللَّه بن زَمْعَة بن الأسود ابن المُطَّلِب القُرَشِيّ (١)

(٢٨٢٧) الحديث الأول: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يعقوب قال: حدّثنا أبي عن ابن إسحاق قال: قال ابن شهاب الزّهري حدّثني عبدُ الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه عن عبد اللَّه بن زَمعة بن الأسود بن المطّلب بن أسد قال:

لمّا استُعِزّ (٢) برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأنا عنده في نَفَر من المسلمين، دعا بلالٌ للصلاة، فقال: "مُروا مَنْ يُصَلِّي بالناس" فخرجْتُ فإذا عمرُ في النّاس، فكان أبو بكر غائبًا، فقال: قُم يا عمرُ فصَلّ بالناس. قال: فقام، فلما كبَّرَ عمر وسمع رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- صوتَه، وكان عمرُ رجلًا مِجْهَرًا، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وأين أبو بكر، يأبى اللَّهُ عزّ وجلّ ذلك والمسلمون، يأبى اللَّه ذلك والمسلمون" قال: فبعث إلى أبي بكر فجاء بعد أن صلّى عمرُ تلك الصلاة، فصلّى بالناس.

قال: وقال عبد اللَّه بن زمعة: وقال لي عمر: ويحَك! ماذا صنعتَ بي يا ابنَ زمعة؟ واللَّه ما ظَنَنْتُ حين أَمَرْتَني إلّا أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أمرَك بذلك، ولولا ذلك ما صلَّيْتُ بالناس. قال: واللَّه ما أمرَني رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولكن حين لم أرَ أبا بكر رأيتُك أحقَّ مَن حَضَرَ بالصلاة (٣).


(١) الآحاد ١/ ٤٢٩، ومعرفة الصحابة ٣/ ١٦٥٣، والاستيعاب ٢/ ٢٩٨، والتهذيب ٤/ ١٣٦، والإصابة ٢/ ٣٠٢. وله حديث واحد في الصحيحين - الجمع (٩٥) - المقلّون.
(٢) استُعِزّ به: اشتدّ عليه المرض.
(٣) المسند ٤/ ٣٢٢، ومن طريق ابن إسحاق في سنن أبي داود ٤/ ٢١٥ (٤٦٦٠) والمعجم الأوسط ٢/ ٤٠ (١٠٦٩)، وشرح مشكل الآثار ١١/ ١٣ (٤٢٥٣)، وصحّحه الحاكم على شرط مسلم ٣/ ٦٤٠، وسكت عنه الذهبي. قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الزُّهري إلا محمد، ولا يروى عن عبد اللَّه بن زمعة إلا بهذا الإسناد. وقال الألباني عن الحديث في صحيح أبي داود: حسن صحيح. وحسنه محقّق المشكل. وينظر السنة لابن أبي عاصم ٢/ ٧٨٢، ٧٨٣ (١١٩٤، ١١٩٥).
وقد ورد في الصحيحين عن أبي موسى وابن عمر وعائشة قول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مُروا أبا بكر أن يصلّي بالناس، ومراجعة عائشة له أن يصلّي عمر، وتَمَسُّكهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- بأن يكونَ الإمام أبا بكر. ينظر الجمع ١/ ٢٩٨ (٤٣٢)، ٢/ ٢٧٦ (١٤٢٩)، ٤/ ٩٩ (٣٢١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>