للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ماء وطين" وعريشُ المسجد جريد، فهاجت السماء، فرأيتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وإنّ على أنفه وجَبهته أَثَرُ الماء والطِّين.

أخرجاه (١).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يحيى عن محمد بن عمرو قال: حدّثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال:

تذاكَرْنا ليلة القدر، فقال بعضُ القوم: إنها تدور في السنة. فمشَينا إلى أبي سعيد الخدري، فقلت: يا أبا سعيد، سمعتَ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يذكرُ ليلة القدر؟ قال: نعم:

اعتكفَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢) واعتكَفْنا معه، فلمّا أصبحْنا صبيحةَ عشرين رجعَ ورجعْنا معه، وأُرِيَ ليلةَ القدر ثم أُنْسِيَها، فقال: "إني رأيتُ ليلة القدر ثم أُنْسِيتُها، وأُراني أسجُدُ في ماء وطين. فمن اعتكفَ فليرجعْ معي إلى مُعْتَكَفه، ابتغوها في العَشر الأواخر من الوِتر منها" وهاجت السماء آخر تلك العَشِيّة، وكان سَقْفُ (٣) المسجد عَريشًا من جريد، فوَكَفَ (٤)، فوالذي أكرَمَه وأنزلَ عليه الكتاب، لرأيْتُهُ يُصلّي بنا صلاةَ المغرب ليلةَ إحدى وعشرين وانّ جَبهته وأرنبةَ أنفِهِ لفي الماء والطين (٥).

* طريق آخر:

حدّثنا أحمد قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن سعيد الجُرَيْري عن أبي نَضْرة عن أبي سعيد قال:

اعتكفَ رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- العَشْرَ الأوسطَ من رمضان وهو يلتمس ليلة القدر قبلَ أن تُبانَ


(١) المسند ١٧/ ٨٢ (١١٠٣٤)، والبخاري ٤/ ٢٨٣ (٢٠٤٠). وهو في مسلم ٢/ ٨٢٤، ٨٢٥ (١١٦٧) من طريق أبي سلمة.
(٢) في المسند "العشر الوسط من رمضان".
(٣) في المسند "نصف".
(٤) وَكَف: سال.
(٥) المسند ١٧/ ٢٨٠ (١١١٨٦). وهو حديث صحيح، أخرجه البخاري ٤/ ٢٥٩ (٢٠١٨)، ومسلم ٢/ ٨٢٦ (١١٦٧) من طريق أبي سلمة. وهو من طريق يحيى بن سعيد في صحيح ابن خزيمة ٣/ ٢٤٤ (٢٢٢٠) باختصار.

<<  <  ج: ص:  >  >>