للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشمس، فَثَلطَت (١) وبالت ثم رَتَعتْ، وإنّ المال حُلْوة خَضِرة، ونِعْمَ صاحبُ المرء المُسْلِمِ هو، لمن أعطى منه المسكينَ واليتيمَ وابن السبيل -أو كما قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ومَثَلُ الذي يأخذُهُ بغير حقِّه كمَثَلِ الذي يأكلُ ولا يشبعُ، فيكون عليه شهيدًا يوم القيامة".

أخرجاه (٢).

الرُّحَضاء: العرق.

والحَبَط: أن تنتفخ بطون الماشية من كثرة أكلها.

(١٩٤١) الحديث الحادي عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا محمد بن عُبيد قال: حدّثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال:

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إذا دخلَ أهلُ الجنّة الجنّةَ، وأهلُ النارِ النارَ، يُجاءُ بالموت كأنّه كَبشٌ أملحُ، فيُوقف بين الجنّة والنار، فيقال: يا أهلَ الجنّة، هل تعرفون هذا؟ قال: فيشرئبّون (٣)، فينظُرون ويقولون: نعم، هذا الموت. قال: فيقال: يا أهلَ النّار، هل تعرفون هذا؟ قال: فيشرئبّون، فينظُرون ويقولون: نعم، هذا الموت. قال: فيُؤمرُ به فيُذبح. قال: ويقال: يا أهلَ الجنّة خُلود ولا موت. ويا أهل النّار، خلود ولا موت" قال: ثم قرأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ} [مريم: ٣٩] وأشار بيده: "أهل الدنيا في غفلة الدنيا".

أخرجاه (٤).

والأملح: الذي فيه سواد وبياض، إلّا أن البياض أكثر.

(١٩٤٢) الحديث الثاني عشر: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو معاوية قال: حدّثنا الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه، وعن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب، كلاهما عن أبي سعيد الخدري قال:


(١) ثلطت الدابة: ألقت رجيعًا سهلًا.
(٢) المسند ١٧/ ٢٤٨ (١١١٥٧). ومن طريق هشام في البخاري ٣/ ٤٢٧ (١٤٦٥). ومسلم ٢/ ٧٢٨ (١٠٥٢) ويزيد من رجال الشيخين.
(٣) يشرئبّون: يرفعون رؤوسهم.
(٤) المسند ١٧/ ١٢٠ (١١٠٦٦)، ومسلم ٤/ ٢١٨٨ (٢٨٤٩). وهو في البخاري ٨/ ٤٢٨ (٤٧٣٠) من طريق الأعمش.

<<  <  ج: ص:  >  >>