للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له، وسلّم على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فردَّ عليه السلام، فقال: يا رسول اللَّه، أعرضْتَ عنّي قبلُ حين جئتُك. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّك جئتَني وفي يدك جَمرة من نار" فقال: يا رسول اللَّه، لقد جئتُ إذًا بجمر كثير، وكان قد قَدِمَ بحُلِيّ من البحرين، فقال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنّ ما جِئْتَ به غيرُ مغنٍ عنّا شيئًا إلَّا ما أَغْنَتْ حجارةُ الحَرّة، ولكنّه متاعُ الحياة الدنيا" فقال الرجل: فقلتُ: يا رسول اللَّه، اعْذُرْني في أصحابك. لا يَظُنُّون أنّك سَخِطْتَ عليّ لشيء. فقام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فعذَره، وأخبرَ أن الذي كان منه إنما كان لخاتَمه الذهب (١).

(١٩٨٩) الحديث التاسع والخمسون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضر قال: حدّثنا أبو معاوية شَيبان عن ليث عن عمرو بن مُرّة عن أبي البَخْتَرِيّ عن أبي سعيد قال:

قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "القلوب أربعة: قلبٌ أجردُ مثل السِّراج يُزْهر، وقلبٌ أغلفُ مربوط على غِلافه، وقلب منكوس، وقلب مُصْفَح. فأمّا القلب الأجرد فقلب المؤمن، سراجُه فيه نوره، وأمّا القلبُ الأغلفُ فقلب الكافر، وأمّا القلب المنكوس فقلب المنافق، عرف ثم أنكر، وأمّا القلب المصْفَح فقلب فيه إيمان ونفاق، ومثل الإيمان فيه كمثل البقلة، يُمِدُّها الماء الطيّب، ومثلُ النِّفاق فيه كمثل القَرْحةُ يُمِذها القَيْحُ والدَّمُ، فأيُّ المدَّتَين غَلَبَتْ على الأخرى غَلَبَتْ عليه" (٢).

(١٩٩٠) الحديث الستون: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو عامر قال: حدّثنا فُليح عن سالم أبي النَّضر عن بُسر بن سعيد عن أبي سعيد قال:


(١) المسند ١٧/ ١٧٩ (١١١٠٩). ورجاله رجال الصحيح غير أبي النجيب. روى له البخاري في المفرد، وأبو داود والنسائي، ووثّقه ابن حبان، وقال ابن حجر في التقريب ٢/ ٧٧٢: مقبول. وأخرج البخاري الحديث في الأدب المفرد ٢/ ٥٦٩ (١٠٢٢)، والطبراني في الأوسط ٢/ ٣٠٩ (٨٦٥٩) والنسائي باختصار ٨/ ١٧٠، ١٧٥ (وفيه أبو البختري مكان أبي النجيب، وصوابه من التحفة ٣/ ٥٠٠) ومن طريق عمرو بن الحارث صحّحه ابن حبّان ١٢/ ٣٠١ (٥٤٨٩) وضعّفه المحقّقون. قال الهيثمي ٥/ ١٥٧ بعد أن نسبه للطبراني في الأوسط: فيه أبو النجيب، وثّقه ابن حبّان، وبقيّة رجاله ثقات.
(٢) المسند ١٧/ ٢٠٨ (١١١٢٩). قال الهيثمي ١/ ٦٨: في إسناده ليث بن أبي سليم. ومن أجله ضعّف محقّقو المسند إسناده، إضافة إلى انقطاعه، فأبو البختري -كما سبق- لم يلق أبا سعيد. وذكره ابن كثير في التفسير ٣/ ٣٢١ عن أحمد وقال: إسناده جيّد ولم يخرجوه. وقال السيوطي في الدّرّ ١/ ٨٧: أخرج أحمد بسند جيد. . .

<<  <  ج: ص:  >  >>