للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الأمر، كلّما سَدَدْنا خُصْمًا انفتحَ خُصْم آخر (١).

الخُصْم: الناحية والطَّرف. والإشارة إلى يوم صِفّين.

(٢٣٧٧) الحديث الثاني: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أبو النَّضر قال: حدّثنا حِزام بن إسماعيل العامريّ عن أبي إسحاق الشَّيباني عن يُسَير بن عمرو قال:

دخلْتُ على سهل بن حُنيف فقلتُ: حدِّثني ما سمعتَ من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الحَروريّة. قال: أُحَدِّثُك ما سمعتُ لا أزيدُكُ عليه:

سمعتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يذكرُ قومًا يَخرُجون من هاهنا - وأشار بيده نحو المشرق (٢): "يقرأون القرآن لا يُجاوِزُ حناجِرَهم، يَمْرُقون من الذين كما يَمْرِّق السَّهمُ من الرَّمِيّة" قال: قلتُ: هل ذكرَ لهم علامة؟ قال: هذا ما سمعتُ، لا أزيدُك عليه.

أخرجاه في الصحيحين (٣).

(٢٣٧٨) الحديث الثالث: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا حسين بن محمد قال: حدّثنا أبو أُويس قال: حدّثنا الزُّهري عن أبي أُمامة بن سهل بن حُنيف أن أباه حدّثه:

أن النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- خرج وساروا نحو مكّة، حتى إذا كانوا بشِعب الخَرّار من الجُحْفة اغتسل سهلُ بن حُنيف، وكان رجلًا أبيضَ حسنَ الجسم والجلد، فنظر إليه عامرُ بن ربيعة أخو بني عدي بن كعب وهو يغتسلُ، فقال: ما رأيتُ كاليوم ولا جلدَ مُخَبّأةٍ، فلُبِطَ بسهل (٤)، فأتي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقيل له: يا رسول اللَّه، هل لك في سهل، واللَّه ما يرفَعُ رأسَه (٥). قال: "هل تَتَّهِمون فيه من أحد؟ " قالوا: نظر إليه عامر بن ربيعة. فدعا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عامرَ بن ربيعة، فتغيَّظَ عليه وقال: "علامَ يقتلُ أحدُكم أخاه؟ هلّا إذا رأيتَ ما


(١) المسند ٢٥/ ٣٤٦ (١٥٩٧٤) وهو حديث صحيح. وينظر البخاري ٦/ ٢٨١ (٣١٨١)، ٧/ ٤٥٧ (٤١٨٩)، ومسلم ٣/ ١٤١٢، ١٤١٣ (١٨٧٥).
(٢) في المسند والبخاري "العراق". وهذه رواية مسلم.
(٣) المسند ٢٥/ ٣٥١ (١٥٩٧٧) ورواه البخاري ١٢/ ٢٩٠ (٨٣٤)، ومسلم ٢/ ٧٥٠ (١٠٦٨) من طريق أبي إسحاق الشيباني. وأبو النضر، هاشم بن القاسم من رجال الشيخين. أما حزام فذكره أبو حاتم في الجرح ٣/ ٢٩٨، وابن حجر في التعجيل ٩٤، ولم يُذكر فيه جرح ولا تعديل. وهو متابع.
(٤) المُخَبّأة: الجارية المستورة. ولُبِط: صرع.
(٥) في المسند زيادة "وما يفيق".

<<  <  ج: ص:  >  >>